4256-
عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس، والجالس خيرا من القائم، والقائم خيرا من الماشي، والماشي خيرا من الساعي»، قال: يا رسول الله ما تأمرني؟ قال: «من كانت له إبل، فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم، فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه»، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: «فليعمد إلى سيفه، فليضرب بحده على حرة، ثم لينج ما استطاع النجاء».
(1) 4257- عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، قال: فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن دخل علي بيتي وبسط يده ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كن كابني آدم»، وتلا يزيد: {لئن بسطت إلي يدك} [المائدة: ٢٨] الآية.
(2) 4258- عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر بعض حديث أبي بكرة قال: «قتلاها كلهم في النار»، قال فيه: قلت: متى ذلك يا ابن مسعود؟ قال: «تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكف لسانك ويدك، وتكون حلسا من أحلاس بيتك، فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.
(3)
(١)إسناده قوي من أجل مسلم بن أبي بكرة وعثمان الشحام فهما صدوقان لا بأس بهما.
وأخرجه مسلم (٢٨٨٧) من طريق عثمان الشحام، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٠٤١٢)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٦٥).
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (٣٦٠١)، ومسلم (٢٨٨٦).
وعن سعد بن أبي وقاص وأبي موسى الأشعري، سيأتيان بعده وبرقم (٤٢٥٩).
وحديث محمد بن مسلمة عند أحمد (١٧٩٧٩) وغيره، وانظر تمام شواهده هناك.
ولقوله: "من كانت له غنم فليلحق بغنمه" شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (١٩)، وسيأتي عند المصنف برقم (٤٢٦٧) ولفظه: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن".
وقوله: "على حرة"، الحرة: أرض ذات حجارة سود، والمدينة تقع بين حرتين حرة واقم وحرة الوبرة.
"والنجاء" بفتح النون والمد، أي: الاسراع.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه عن بكير -وهو ابن عبد الله بن الأشج- كما بينه الدارقطني في "العلل"، ٤/ ٣٨٤ - ٣٨٥ ثم قال بعد ذلك: وحديث مفضل بن فضالة أشبه بالصواب، والله أعلم.
قلنا: وحسين بن عبد الرحمن -ويقال: عبد الرحمن بن حسين- الأشجعي مجهول، لكن للحديث طريق أخرى صحيحة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ٦٤/ ٧ - ٨، والضياء في "المختارة" (٩٤٢)، والمزي في ترجمة حسين بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" ٦/ ٣٨٩ - ٣٩٠
من طريق مفضل بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٨٦٧٨) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني، عن بكير بن عبد الله ابن الأشج، عن بسر، عن عبد الرحمن بن حسين الأشجعي، عن سعد بن أبي وقاص.
وخالف عبد الله بن صالح قتيبة بن سعيد، عند أبي خيثمة زهير بن حرب في "مسنده" كما في: "النكت الظراف" ٣/ ٢٨٠، وأحمد (١٦٠٩)، والترمذي (٢٣٤٠)، وأبي يعلى (٧٥٠)، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (١٢٦)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ترجمة (١١٦٠) والضياء في "المختارة" (٩٣٨) عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير ابن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص.
دون ذكر الأشجعي.
وقد صوب الدارقطني ذكره كما ذكرناه آنفا.
وأخرجه أحمد (١٤٤٦) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن بكير ابن الأشج، أنه سمع عبد الرحمن بن حسين يحدث أنه سمع سعد بن أبي وقاص.
فأسقط من إسناده بسر بن سعيد، وابن لهيعة سيء الحفظ.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٥/ ٧، والدورقي في "مسند سعد" (١١٥)، والبزار (١٢٢٣) و (١٢٢٤)، وأبو يعلى (٧٨٩) من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن أبي وقاص، دون قوله: يا رسول الله، أرأيت إن دخل علي بيتي وبسط يده ليقتلني .
إلى آخر الحديث.
وإسناده صحيح.
ويشهد لهذا الحديث حديث أبي بكرة السالف قبله، وحديث أبي موسى الأشعري الآتي برقم (٤٢٥٩)، وحديث أبي هريرة الذي سلفت الإشارة إليه عند الحديث السابق.
ويشهد للقطعة الأخيرة منه في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كن كابنى آدم" حديث أبي موسى الآتي برقم (٤٢٥٩).
وحديث أبي ذر الآتي عند المصنف برقم (٤٢٦١) وهو حديث صحيح.
وحديث أبي بكرة عند مسلم (٢٨٨٧).
وقوله: "كن كابن آدم" قال في "عون المعبود": المطلق ينصرف إلى "الكامل"، وفيه إشارة لطيفة إلى أن هابيل المقتول ظلما هو ابن آدم لا قابيل القاتل الظالم كما قال تعالى في حق ولد نوح عليه السلام: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} وفي بعض: كابني آدم، وفي بعض النسخ: كخير ابني آدم، أي: فلتستسلم حتى تكون قتيلا كهابيل، ولا تكن قاتلا.
وانظر الحديث الآتي برقم (٤٧٧١).
(٣) إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن غزوان وعمرو بن وابصة.
وسالم المذكور في هذا الإسناد اختلف فيه أهو ابن أبي الجعد أو ابن أبي المهاجر أو ابن عجلان الأفطس، وهؤلاء الثلاثة كلهم ثقات، لكن روى الحديث معمر بن راشد الثقة، عن إسحاق بن راشد فلم يذكر سالما هذا، وذكر الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" ٦٢/ ٣٣٥ أن سليمان بن صهيب الرقي رواه أيضا عن إسحاق بن راشد فلم يذكر سالما، وأسنده ابن عساكر من طريقه، وعلى كل حال تبقى جهالة عمرو بن وابصة هذا.
وأخرجه المزي في ترجمة القاسم بن غزوان من "تهذيب الكمال" ٢٣/ ٤٠٧ من طريق شهاب بن خراش، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٠٧٢٧)، ومن طريقه أخرجه البزار (١٤٤٤)، والطبراني في "الكبير" (٩٧٧٤)، والخطابي في "العزلة" (١١)، والحاكم ٣/ ٣٢٠ و ٤/ ٤٢٦ - ٤٢٧، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٢/ ٣٣٦ - ٣٣٧، وابن أبي شيبة ١٥/ ١٢٠، ونعيم بن حماد في "الفتن" (١٥٧) و (٣٤٢)، وأحمد (٤٢٨٧)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" ١/ ١٣٢ و ٢/ ٤٤٢ من طردتى عن ابن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر بن راشد، وابن عساكر ٦٢/ ٣٣٥ من طريق سليمان بن صهيب الرقي، كلاهما (معمر وسليمان) عن إسحاق بن راشد، عن عمرو ابن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود، به فلم يذكرا في الإسناد سالما.
وأخرجه أحمد (٤٢٧٦) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
فلم يسم الرجل، وجزم الدارقطني في "العلل" ٥/ ٢٨١ بأنه إسحاق بن راشد، وتبعه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة".
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" -برواية حبان بن موسى- (٢٦٢) عن معمر بن راشد، عن سالم، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
كذا وقع في المطبوع، ولا ندري أثم تقديم وتأخير لم يتنبه له المحقق، فيكون سالم بين إسحاق وعمرو بن وابصة، أم هو كذلك في رواية حبان بن موسى، فإن يكن كذلك فقد خالفه جماعة أصحاب ابن المبارك فلم يذكروا سالما هذا في الإسناد كما سلف ولم يذكره الدارقطني أيضا في "العلل"، ٥/ ٢٨٠ - ٢٨١ حين ساق الاختلاف في إسناد هذا الحديث، والله تعالى أعلم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِنَّهَا ) : أَيْ الْقِصَّة ( سَتَكُونُ ) : أَيْ سَتُوجَدُ وَتَحْدُث وَتَقَع ( الْمُضْطَجِع فِيهَا ) : أَيْ فِي الْفِتْنَة ( مِنْ الْجَالِس ) : لِأَنَّهُ يَرَى وَيَسْمَع مَا لَا يَرَاهُ وَلَا يَسْمَعهُ الْمُضْطَجِع , فَيَكُون أَقْرَب مِنْ عَذَاب تِلْكَ الْفِتْنَة بِمُشَاهَدَتِهِ مَا لَا يُشَاهِدهُ الْمُضْطَجِع ( وَالْجَالِس ) : فِي الْفِتْنَة يَكُون ( خَيْرًا مِنْ الْقَائِم ) .
لِأَنَّهُ يَرَى وَيَسْمَع مَا لَا يَرَاهُ وَلَا يَسْمَعهُ الْجَالِس , وَيُمْكِن أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْجَالِسِ هُوَ الثَّابِت فِي مَكَانه غَيْر مُتَحَرِّك لِمَا يَقَع مِنْ الْفِتْنَة فِي زَمَانه , وَالْمُرَاد بِالْقَائِمِ مَا يَكُون فِيهِ نَوْع بَاعِث وَدَاعِيَة لَكِنَّهُ مُتَرَدِّد فِي إِثَارَة الْفِتْنَة ( وَالْقَائِم ) : فِي الْفِتْنَة أَيْ مِنْ بَعِيد مُتَشَرِّف عَلَيْهَا أَوْ الْقَائِم بِمَكَانِهِ فِي تِلْكَ الْحَالَة ( مِنْ الْمَاشِي ) : أَيْ مِنْ الذَّاهِب عَلَى رِجْله إِلَيْهَا ( مِنْ السَّاعِي ) : أَيْ مِنْ الْمُسْرِع إِلَيْهَا مَاشِيًا أَوْ رَاكِبًا ( قَالَ يَا رَسُول اللَّه ) : أَيْ أَبُو بَكْرَة ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِبِل ) : أَيْ فِي الْبَرِيَّة ( لَهُ أَرْض ) : أَيْ عَقَار أَوْ مَزْرَعَة بَعِيدَة عَنْ الْخَلْق ( فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ) : فَإِنَّ الِاعْتِزَال وَالِاشْتِغَال بِخُوَيْصَة الْحَال حِينَئِذٍ وَاجِب لِوُقُوعِ عُمُوم الْفِتْنَة الْعَمْيَاء بَيْن الرِّجَال ( قَالَ ) أَيْ أَبُو بَكْرَة ( فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْء مِنْ ذَلِكَ ) : أَيْ فَأَيْنَ يَذْهَب وَكَيْف يَفْعَل ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَلْيَعْمِدْ ) .
بِكَسْرِ الْمِيم أَيْ فَلْيَقْصِدْ ( إِلَى سَيْفه ) : أَيْ إِنْ كَانَ لَهُ ( فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ ) : أَيْ جَانِب سَيْفه الْحَادّ ( عَلَى حَرَّة ) : فِي الْمِصْبَاح الْحَرَّة بِالْفَتْحِ أَرْض ذَات حِجَارَة سُود اِنْتَهَى.
وَهُوَ كِنَايَة عَنْ تَرْك الْقِتَال , وَالْمَعْنَى فَلْيَكْسِرْ سِلَاحه كَيْلَا يَذْهَب بِهِ إِلَى الْحَرْب , لِأَنَّ تِلْكَ الْحُرُوب بَيْن الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَجُوز حُضُورهَا ( ثُمَّ لِيَنْجُ ) : بِكَسْرِ اللَّام وَيُسَكَّن وَبِفَتْحِ الْيَاء وَسُكُون النُّون وَضَمّ الْجِيم أَيْ لِيَفِرّ وَيُسْرِع هَرَبًا حَتَّى لَا تُصِيبهُ الْفِتَن ( النَّجَاء ) : بِفَتْحِ النُّون وَالْمَدّ أَيْ الْإِسْرَاع قَالَهُ الْقَارِي.
وَفِي فَتْح الْوَدُود : النَّجَاء الْخَلَاص أَيْ لِيَخْرُج مِنْ بَيْن أَهْل الْفِتْنَة اِنْتَهَى.
وَفِي النِّهَايَة وَالنَّجَاء السُّرْعَة يُقَال نَجَا يَنْجُو نَجَاء إِذَا أَسْرَعَ , وَنَجَا مِنْ الْأَمْر إِذَا خَلَصَ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث اِبْن الْمُسَيِّب وَأَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَأَبُو بَكْرَة اِسْمه نُفَيْعُ بْن الْحَارِث كُنِّيَ بِأَبِي بَكْرَة لِأَنَّهُ تَدَلَّى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِصْن الطَّائِف بِبِكْرَةٍ , وَقِيلَ فِي اِسْمه غَيْر ذَلِكَ.
( فِي هَذَا الْحَدِيث ) الْمَذْكُور آنِفًا ( قَالَ ) : سَعْد ( أَرَأَيْت ) : أَيْ أَخْبِرْنِي ( كَابْنِ آدَم ) : الْمُطْلَق يَنْصَرِف إِلَى الْكَامِل وَفِيهِ إِشَارَة لَطِيفَة إِلَى أَنَّ هَابِيل الْمَقْتُول الْمَظْلُوم هُوَ اِبْن آدَم لَا قَابِيل الْقَاتِل الظَّالِم كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي حَقّ وَلَد نُوح عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } كَذَا فِي الْمِرْقَاة وَفِي بَعْض النُّسَخ كَابْنَيْ آدَم , وَفِي بَعْض النُّسَخ كَخَيْرِ اِبْنَيْ آدَم أَيْ فَلْتَسْتَسْلِمْ حَتَّى تَكُون قَتِيلًا كَهَابِيل وَلَا تَكُنْ قَاتِلًا كَقَابِيل ( وَتَلَا ) : أَيْ قَرَأَ ( يَزِيد ) : اِبْن خَالِد الْمَذْكُور.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
( أَخْبَرَنَا شِهَاب بْن خِرَاش ) : بِكَسْرِ الْمُعْجَمَة ثُمَّ رَاء ( عَنْ أَبِيهِ وَابِصَة ) : لَهُ صُحْبَة وَهُوَ بِفَتْحِ الْوَاو وَبَعْد الْأَلِف بَاء مُوَحَّدَة مَكْسُورَة وَصَاد مُهْمَلَة مَفْتُوحَة وَتَاء تَأْنِيث قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ.
( قَتْلَاهَا ) : جَمْع قَتِيل وَالضَّمِير لِلْفِتْنَةِ ( كُلّهمْ فِي النَّار ) : قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه الْمُرَاد بِقَتْلَاهَا مَنْ قُتِلَ فِي تِلْكَ الْفِتْنَة وَإِنَّمَا هُمْ مِنْ أَهْل النَّار لِأَنَّهُمْ مَا قَصَدُوا بِتِلْكَ الْمُقَاتَلَة وَالْخُرُوج إِلَيْهَا إِعْلَاء دِين أَوْ دَفْع ظَالِم أَوْ إِعَانَة مُحِقّ , وَإِنَّمَا كَانَ قَصْدهمْ التَّبَاغِي وَالتَّشَاجُر طَمَعًا فِي الْمَال وَالْمُلْك كَذَا فِي الْمِرْقَاة ( أَيَّام الْهَرْج ) : بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ الْفِتْنَة ( وَتَكُون حِلْسًا مِنْ أَحْلَاس بَيْتك ) : أَحْلَاس الْبُيُوت مَا يُبْسَط تَحْت حُرّ الثِّيَاب فَلَا تَزَال مُلْقَاة تَحْتهَا , وَقِيلَ الْحِلْس هُوَ الْكِسَاء عَلَى ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب وَالْبَرْذعَة شَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا , وَالْمَعْنَى اِلْزَمُوا بُيُوتكُمْ وَالْتَزِمُوا سُكُوتكُمْ كَيْلَا تَقَعُوا فِي الْفِتْنَة الَّتِي بِهَا دِينكُمْ يَفُوتكُمْ ( فَلَمَّا قُتِلَ ) .
قَائِله هُوَ وَابِصَة ( طَارَ قَلْبِي مَطَاره ) : أَيْ مَالَ إِلَى جِهَة يَهْوَاهَا وَتَعَلَّقَ بِهَا , وَالْمَطَار مَوْضِع الطَّيَرَان كَذَا فِي الْمَجْمَع ( خُرَيْم ) : بِالتَّصْغِيرِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده الْقَاسِم بْن غَزْوَانَ وَهُوَ شِبْه مَجْهُول , وَفِيهِ أَيْضًا شِهَاب بْن خِرَاش أَبُو الصَّلْت الْجَرَشِيّ , قَالَ اِبْن الْمُبَارَك ثِقَة , وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا بَأْس بِهِ , وَقَالَ اِبْن حِبَّان : كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَكَانَ مِمَّنْ يُخْطِئ كَثِيرًا حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدّ الِاحْتِجَاج بِهِ عِنْد الِاعْتِبَار , وَقَالَ اِبْن عَدِيّ : وَفِي بَعْض رِوَايَاته مَا يُنْكَر عَلَيْهِ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ قَالَ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَكُونُ الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرًا مِنْ الْجَالِسِ وَالْجَالِسُ خَيْرًا مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرًا مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي خَيْرًا مِنْ السَّاعِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي قَالَ مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ قَالَ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَلْيَعْمِدْ إِلَى سَيْفِهِ فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ عَلَى حَرَّةٍ ثُمَّ لِيَنْجُ مَا اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا مُفَضِّلٌ عَنْ عَيَّاشٍ عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي وَبَسَطَ يَدَهُ لِيَقْتُلَنِي قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْ كَابْنَيْ آدَمَ وَتَلَا يَزِيدُ { لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ } الْآيَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ رَاشِدٍ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَالِمٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَابِصَةَ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَابِصَةَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ قَتْلَاهَا كُلُّهُمْ فِي النَّارِ قَالَ فِيهِ قُلْتُ مَتَى ذَلِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ تِلْكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ حَيْثُ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ الزَّمَانُ قَالَ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ وَتَكُونُ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ طَارَ قَلْبِي مَطَارَهُ فَرَكِبْتُ حَتَّى أَتَيْتُ دِمَشْقَ فَلَقِيتُ خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ فَحَدَّثْتُهُ فَحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَدَّثَنِيهِ ابْنُ مَسْعُودٍ
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا...
عن عبد الرحمن يعني ابن سمرة، قال: كنت آخذا بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة، إذ أتى على رأس منصوب، فقال: شقي قاتل هذا، فلما مضى، قال: وما أرى هذا إل...
عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر»، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فذكر الحديث، قال فيه «كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون...
عن أبي كبشة، قال: سمعت أبا موسى، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، الق...
عن المقداد بن الأسود، قال: ايم الله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة صماء، بكماء، عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف»
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف».<br> قال أبو...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم، يتبع بها شغف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»
عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد - يعني - في القتال، فلقيني أبو بكرة، فقال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تواجه المسلما...