4259- عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل - يعني - على أحد منكم، فليكن كخير ابني آدم»
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثروان، وقد روي الحديث من طريق آخر سيأتي عند المصنف برقم (٤٢٦٢)، وله شواهد نذكرها في هذا التعليق.
وأخرجه ابن ماجه (٣٩٦١) من طريق عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٧٣٠)، و "صحيح ابن حبان" (٥٩٦٢).
وأخرجه مختصرا ابن أبي شيبة ١١/ ١٩ من طريق الحسن البصري، عن أبي موسى رفعه: "تكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا".
والحسن لم يسمع أبا موسى.
وسيأتي من طريق آخر برقم (٤٢٦٢).
ويشهد لأوله حديث أبي هريرة عند مسلم (١١٨)، والترمذي (٢٣٤١) بلفظ: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا، وهو في "مسند أحمد" (٨٠٣٠).
ويشهد لتفضيل القاعد في هذه الفتن على القاتم، والماشي على الساعي حديث أبي بكرة وحديث سعد بن أبي وقاص السالفان برقم (٤٢٥٦) و (٤٢٥٧).
وحديث أبي هريرة عند البخاري (٣٦٠١)، ومسلم (٢٨٨٦).
ويشهد لكسر السلاح عند الفتن والنزام البيوت حديث أبي بكرة وسعد السالفين أيضا.
وحديث أبي ذر الآتي برقم (٤٢٦١).
وحديث محمد بن مسلمة عند أحمد (١٧٩٧٩) وغيره، وانظر تمام شواهده عنده.
وانظر في اختلاف العلماء في قتال الفتنة "شرح مسلم" للإمام النووي ١٨/ ٨ عند الحديث (٢٨٨٦).
وقوله: "كقطع الليل المظلم" قطع الليل: طائفة منه، وقطعة، وجمع القطعة قطع، أراد: فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مُحَمَّد بْن جُحَادَة ) : بِضَمِّ الْجِيم وَتَخْفِيف الْمُهْمَلَة ثِقَة مِنْ الْخَامِسَة ( إِنَّ بَيْن يَدَيْ السَّاعَة ) : أَيْ قُدَّامهَا مِنْ أَشْرَاطهَا ( فِتَنًا ) أَيْ فِتَنًا عِظَامًا وَمِحَنًا جِسَامًا ( كَقِطَعِ اللَّيْل الْمُظْلِم ) : بِكَسْرِ الْقَاف وَفَتْح الطَّاء وَيُسَكَّن أَيْ كُلّ فِتْنَة كَقِطْعَةٍ مِنْ اللَّيْل الْمُظْلِم فِي شِدَّتهَا وَظُلْمَتهَا وَعَدَم تَبَيُّن أَمْرهَا.
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : يُرِيد بِذَلِكَ اِلْتِبَاسهَا وَفَظَاعَتهَا وَشُيُوعهَا وَاسْتِمْرَارهَا ( فِيهَا ) : أَيْ فِي تِلْكَ الْفِتَن.
( وَيُصْبِح كَافِرًا ) الظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد بِالْإِصْبَاحِ وَالْإِمْسَاء تَقَلُّب النَّاس فِيهَا وَقْت دُون وَقْت لَا بِخُصُوصِ الزَّمَانَيْنِ فَكَأَنَّهُ كِنَايَة عَنْ تَرَدُّد أَحْوَالهمْ وَتَذَبْذُب أَقْوَالهمْ وَتَنَوُّع أَفْعَالهمْ مِنْ عَهْد وَنَقْض وَأَمَانَة وَخِيَانَة وَمَعْرُوف وَمُنْكَر وَسُنَّة وَبِدْعَة وَإِيمَان وَكُفْر ( الْقَاعِد فِيهَا خَيْر مِنْ الْقَائِم , وَالْمَاشِي فِيهِ خَيْر مِنْ السَّاعِي ) : أَيْ كُلَّمَا بَعُدَ الشَّخْص عَنْهَا وَعَنْ أَهْلهَا خَيْر لَهُ مِنْ قُرْبهَا وَاخْتِلَاط أَهْلهَا لِمَا سَيَئُولُ أَمْرهَا إِلَى مُحَارَبَة أَهْلهَا , فَإِذَا رَأَيْتُمْ الْأَمْر كَذَلِكَ ( فَكَسِّرُوا قِسِيّكُمْ ) : بِكِسْرَتَيْنِ وَتَشْدِيد التَّحْتِيَّة جَمْع الْقَوْس وَفِي الْعُدُول عَنْ الْكَسْر إِلَى التَّكْسِير مُبَالَغَة لِأَنَّ بَاب التَّفْعِيل لِلتَّكْثِيرِ ( وَقَطِّعُوا ) : مِنْ التَّقْطِيع ( أَوْتَاركُمْ ) : جَمْع وَتَر بِفَتْحَتَيْنِ.
قَالَ الْقَارِي : فِيهِ زِيَادَة مِنْ الْمُبَالَغَة إِذْ لَا مَنْفَعَة لِوُجُودِ الْأَوْتَار مَعَ كَسْر الْقِسِيّ أَوْ الْمُرَاد بِهِ أَنَّهُ لَا يَنْتَفِع بِهَا الْغَيْر ( وَاضْرِبُوا سُيُوفكُمْ بِالْحِجَارَةِ ) : أَيْ حَتَّى تَنْكَسِر أَوْ حَتَّى تَذْهَب حِدَّتهَا , وَعَلَى هَذَا الْقِيَاس الْأَرْمَاح وَسَائِر السِّلَاح ( فَإِنْ دُخِلَ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَنَائِب الْفَاعِل قَوْله ( عَلَى أَحَد مِنْكُمْ ) : مِنْ بَيَانِيَّة ( فَلْيَكُنْ ) : أَيْ ذَلِكَ الْأَحَد ( كَخَيْرِ اِبْنَيْ آدَم ) : أَيْ فَلْيَسْتَسْلِمْ حَتَّى يَكُون قَتِيلًا كَهَابِيل وَلَا يَكُون قَاتِلًا كَقَابِيل.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب , وَعَبْد الرَّحْمَن بْن ثَرْوَان هَذَا تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضهمْ وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَاحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ عَنْ هُزَيْلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ فَإِنْ دُخِلَ يَعْنِي عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ
عن عبد الرحمن يعني ابن سمرة، قال: كنت آخذا بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة، إذ أتى على رأس منصوب، فقال: شقي قاتل هذا، فلما مضى، قال: وما أرى هذا إل...
عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر»، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فذكر الحديث، قال فيه «كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون...
عن أبي كبشة، قال: سمعت أبا موسى، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، الق...
عن المقداد بن الأسود، قال: ايم الله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة صماء، بكماء، عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف»
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف».<br> قال أبو...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم، يتبع بها شغف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»
عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد - يعني - في القتال، فلقيني أبو بكرة، فقال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تواجه المسلما...
عن خالد بن دهقان، قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له: هانئ بن كلثوم بن شريك الكنا...