حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب السنة  باب في القدر (حديث رقم: 4708 )


4708- عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: فيكتب رزقه، وأجله، وعمله، ثم يكتب شقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، أو قيد ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، أو قيد ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها "

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخارى (٦٥٩٤) و (٧٤٥٤)، ومسلم (٢٦٤٣) (١) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٢٠٨) و (٣٣٣٢)، ومسلم (٢٦٤٣) (١)، وابن ماجه (٧٦)، والترمذي (٢٢٧١ - ٢٢٧٣)، والنسائي مختصرا في "الكبرى" (١١١٨٢) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي (١١١٨٢) من طريق سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب، به.
وهو في "مسند أحمد" (٣٦٢٤)، و"صحيح ابن حبان" (٦١٧٤).
وانظر تمام التعليق عليه فيهما.
قوله:"ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك" رواية مسلم: "ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك".
وقد تولى شرح حديث ابن مسعود الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" بتحقيقنا (الحديث الرابع) ١/ ١٥٣ - ١٥٧، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم (٢٦٤٥)، فأرجع إليه فإنه نفيس.

شرح حديث (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( الْمَعْنَى وَاحِد وَالْإِخْبَار فِي حَدِيث سُفْيَان ) ‏ ‏: الْإِخْبَار بِالْكَسْرِ مَصْدَر وَالْمُرَاد أَنَّ حَدِيث شُعْبَة وَسُفْيَان وَاحِد لَا يَخْتَلِفَانِ إِلَّا فِي بَعْض أَلْفَاظ الْمَتْن , وَأَمَّا مَعْنَاهُمَا فَوَاحِد وَأَمَّا فِي السَّنَد فَبَيْنهمَا فَرْق يَسِير وَهُوَ أَنَّ سُفْيَان يَرْوِي بِصِيغَةِ الْإِخْبَار دُون الْعَنْعَنَة كَمَا قَالَ حَدَّثَنَا زَيْد بْن وَهْب حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشُعْبَة لَمْ يَرْوِ بِالْإِخْبَارِ وَالتَّحْدِيث بَلْ بِالْعَنْعَنَةِ , هَذَا مَعْنَى قَوْل الْمُؤَلِّف لَكِنْ هَذَا فِي رِوَايَة حَفْص بْن عُمَر عَنْ شُعْبَة فَقَطْ.
‏ ‏وَأَمَّا فِي رِوَايَة غَيْر حَفْص كَمَا عِنْد الْبُخَارِيّ فَرَوَاهُ شُعْبَة أَيْضًا بِالْإِخْبَارِ وَقِيلَ فِي مَعْنَى هَذَا الْمُرَاد بِالْإِخْبَارِ الْأَلْفَاظ , أَيْ مَعْنَى حَدِيث شُعْبَة وَحَدِيث سُفْيَان وَاحِد وَأَمَّا أَلْفَاظهمَا فَمُخْتَلِفَة , وَالْأَلْفَاظ الَّتِي نَذْكُر هِيَ أَلْفَاظ حَدِيث سُفْيَان لَا أَلْفَاظ حَدِيث شُعْبَة ‏ ‏( وَهُوَ الصَّادِق الْمَصْدُوق ) ‏ ‏: قَالَ الطِّيبِيُّ : يَحْتَمِل أَنْ تَكُون الْجُمْلَة حَالِيَّة وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون اِعْتِرَاضِيَّة وَهُوَ أَوْلَى لِتَعُمّ الْأَحْوَال كُلّهَا.
وَالصَّادِق مَعْنَاهُ الْمُخْبِر بِالْقَوْلِ الْحَقّ وَيُطْلَق عَلَى الْفِعْل يُقَال صَدَقَ الْقِتَال وَهُوَ صَادِق فِيهِ , وَالْمَصْدُوق مَعْنَاهُ الَّذِي يَصْدُق لَهُ فِي الْقَوْل , يُقَال صَدَقْته الْحَدِيث إِذَا أَخْبَرْته بِهِ إِخْبَارًا جَازِمًا أَوْ مَعْنَاهُ صَدَقَهُ اللَّه تَعَالَى وَعَدَهُ كَذَا فِي فَتْح الْبَارِي ‏ ‏( أَنَّ خَلْق أَحَدكُمْ ) ‏ ‏: أَيْ مَادَّة خَلْق أَحَدكُمْ أَوْ مَا يُخْلَق مِنْهُ أَحَدكُمْ ‏ ‏( يُجْمَع فِي بَطْن أُمّه ) ‏ ‏: أَيْ يُقَرَّر وَيُحْرَز فِي رَحِمهَا.
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : وَيَجُوز أَنْ يُرِيد بِالْجَمْعِ مُكْث النُّطْفَة فِي الرَّحِم ‏ ‏( ثُمَّ يَكُون عَلَقَة ) ‏ ‏: أَيْ دَمًا غَلِيظًا جَامِدًا ‏ ‏( مِثْل ذَلِكَ ) ‏ ‏: أَيْ مِثْل ذَلِكَ الزَّمَان يَعْنِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ‏ ‏( ثُمَّ يَكُون مُضْغَة ) ‏ ‏: أَيْ قِطْعَة لَحْم قَدْر مَا يَمْضُغ ‏ ‏( ثُمَّ يَبْعَث اللَّه إِلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ إِلَى خَلْق أَحَدكُمْ أَوْ إِلَى أَحَدكُمْ يَعْنِي فِي الطَّوْر الرَّابِع حِين مَا يَتَكَامَل بُنْيَانه وَيَتَشَكَّل أَعْضَاؤُهُ ‏ ‏( بِأَرْبَعِ كَلِمَات ) ‏ ‏: أَيْ بِكِتَابَتِهَا ‏ ‏( فَيُكْتَب رِزْقه وَأَجَله وَعَمَله ) ‏ ‏: الْمُرَاد بِكِتَابَةِ الرِّزْق تَقْدِيره قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا , وَصِفَته حَلَالًا أَوْ حَرَامًا , وَبِالْأَجَلِ هَلْ هُوَ طَوِيل أَوْ قَصِير , وَبِالْعَمَلِ هُوَ صَالِح أَوْ فَاسِد ‏ ‏( ثُمَّ يُكْتَب شَقِيّ أَوْ سَعِيد ) ‏ ‏: أَيْ هُوَ شَقِيّ أَوْ سَعِيد , وَالْمُرَاد أَنَّهُ يُكْتَب لِكُلِّ أَحَد إِمَّا السَّعَادَة وَإِمَّا الشَّقَاوَة وَلَا يَكْتُبهُمَا لِوَاحِدٍ مَعًا فَلِذَلِكَ اِقْتَصَرَ عَلَى أَرْبَع.
‏ ‏قَالَ الطِّيبِيُّ : كَانَ مِنْ حَقِّ الظَّاهِر أَنْ يَقُول وَشَقَاوَته وَسَعَادَته لِيُوَافِق مَا قَبْله فَعَدَلَ عَنْهُ حِكَايَة لِصُورَةِ مَا يَكْتُبهُ الْمَلَك , كَذَا فِي مَبَارِق الْأَزْهَار ‏ ‏( حَتَّى مَا يَكُون بَيْنه وَبَيْنهَا ) ‏ ‏: أَيْ بَيْن الرَّجُل وَبَيْن الْجَنَّة ‏ ‏( إِلَّا ذِرَاع ) ‏ ‏: تَمْثِيل لِغَايَةِ قُرْبهَا ‏ ‏( أَوْ قِيد ذِرَاع ) ‏ ‏: بِكَسْرِ الْقَاف أَيْ قَدْرهَا ‏ ‏( فَيَسْبِق عَلَيْهِ الْكِتَاب ) ‏ ‏: أَيْ كِتَاب الشَّقَاوَة.
قَاَلَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.
قِيد بِكَسْرِ الْقَاف وَسُكُون الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَبَعْدهَا دَال مُهْمَلَة أَيْ قَدْر وَكَذَلِكَ قَادَ وَقِدَى بِكَسْرِ الْقَاف وَقِدَة وَقِيسَ وَقَاب.


حديث إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَرِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَالْإِخْبَارُ فِي حَدِيثِ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْمَشِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ‏ ‏إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ ‏ ‏يُجْمَعُ ‏ ‏فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ ‏ ‏عَلَقَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ ‏ ‏مُضْغَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيُكْتَبُ رِزْقُهُ وَأَجَلُهُ وَعَمَلُهُ ثُمَّ يُكْتَبُ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ‏ ‏أَوْ ‏ ‏قِيدُ ‏ ‏ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ‏ ‏أَوْ ‏ ‏قِيدُ ‏ ‏ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

ففيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له

عن عمران بن حصين، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: «نعم» قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: «كل ميسر...

لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم

عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم»

سئل عن أولاد المشركين فقال الله أعلم بما كانوا عام...

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين»

ذراري المشركين قال من آبائهم قلت بلا عمل قال الله...

عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، ذراري المؤمنين؟ فقال: «هم من آبائهم» فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» قلت: يا رسول الل...

إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وخلقها لهم وهم في...

عن عائشة أم المؤمنين، قالت: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بصبي من الأنصار يصلي عليه، قالت: قلت يا رسول الله، طوبى لهذا لم يعمل شرا ولم يدر به، فقال: «أ...

كل مولود يولد على الفطرة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه، كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء، هل تحس من جدع...

أرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عا...

عن ابن وهب، قال: سمعت مالكا، قيل له: إن أهل الأهواء يحتجون علينا بهذا الحديث، قال مالك: احتج عليهم بآخره، قالوا: أرأيت من يموت وهو صغير، قال: «الله أع...

أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم

حدثنا حجاج بن المنهال، قال: سمعت حماد بن سلمة، يفسر حديث «كل مولود يولد على الفطرة» قال: هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم حيث قال: {...

الوائدة والموءودة في النار

عن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوائدة والموءودة في النار» قال يحيى بن زكريا: قال أبي فحدثني أبو إسحاق، أن عامرا، حدثه بذلك عن علقمة...