5229- عن أبي مجلز، قال: خرج معاوية على ابن الزبير، وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار»
إسناده صحيح.
حماد: هو ابن سلمة البصري، وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد السدوسي.
وأخرجه الترمذي (٢٩٥٨) و (٢٩٥٩) من طريقين عن حبيب بن الشهيد، بهذا الإسناد.
وقال: حديث حسن.
وهو في "مسند أحمد" (١٦٨٣٠).
وانظر تمام كلامنا عليه فيه.
وقوله يمثل معناه: يقوم وينتصب بين يديه، ولفظ الترمذي: يتمثل.
قال الزمخشري: أمر بمعنى الخبر، كأنه قال: من أحب ذلك، وجب له أن ينزل منزلته من النار وحق له ذلك.
قال المناوي: وذلك لأن ذلك إنما ينشأ عن تعظيم المرء بنفسه، واعتقاد الكمال، وذلك عجب وتكبر، وجهل وغرور، ولا يناقضه خبر "قوموا إلى سيدكم" لأن سعدا لم يحب ذلك، والوعيد إنما هو لمن أحبه.
وقال النووي: ومعنى الحديث زجر المكلف أن يحب قيام الناس له، ولا تعرض فيه للقيام بنص ولا بغيره، والمنهي عنه محبة القيام له فلو لم يخطر بباله، فقاموا له أو لم يقوموا فلا لوم عليه، وإن أحبه أثم, قاموا أو لا، فلا يصح الاحتجاج به لترك القيام، ولا يناقضه ندب القيام لأهل الكمال ونحوهم.
وانظر لزاما "شرح مشكل الآثار" ٣/ ١٥٠ - ١٥٧.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ ) : كَيَنْصُرُ أَيْ يَقُوم وَيَنْتَصِب لَهُ ( فَلْيَتَبَوَّأْ ) : أَيْ فَلْيُهَيِّئْ أَمْرٌ بِمَعْنَى الْخَبَرِ كَأَنَّهُ قَالَ مَنْ أَحَبَّ ذَلِكَ وَجَبَ لَهُ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلَةً مِنْ النَّارِ وَحُقَّ لَهُ ذَلِكَ.
وَاسْتَدَلَّ الْمُؤَلِّف رَحِمَهُ اللَّهُ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى مَنْع قِيَام الرَّجُل لِلرَّجُلِ تَعْظِيمًا لَهُ.
وَفِي فَتْح الْبَارِي قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْجَوَاب عَنْ هَذَا الْحَدِيث : إِنَّ الْأَصَحّ وَالْأَوْلَى بَلْ الَّذِي لَا حَاجَةَ إِلَى مَا سِوَاهُ أَنَّ مَعْنَاهُ زَجْر الْمُكَلَّف أَنْ يُحِبَّ قِيَامَ النَّاس لَهُ , قَالَ وَلَيْسَ فِيهِ تَعَرُّضٌ لِلْقِيَامِ بِنَهْيٍ وَلَا غَيْرِهِ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قَالَ وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ مَحَبَّةُ الْقِيَامِ , فَلَوْ لَمْ يَخْطِر بِبَالِهِ فَقَامُوا لَهُ أَوْ لَمْ يَقُومُوا فَلَا لَوْمَ عَلَيْهِ , فَإِنْ أَحَبَّ اِرْتَكَبَ التَّحْرِيم سَوَاءٌ قَامُوا أَوْ لَمْ يَقُومُوا , قَالَ فَلَا يَصِحُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ لِتَرْكِ الْقِيَامِ فَإِنْ قِيلَ فَالْقِيَام سَبَب لِلْوُقُوعِ فِي الْمَنْهِيّ عَنْهُ , قُلْنَا هَذَا فَاسِد لِأَنَّا قَدَّمْنَا أَنَّ الْوُقُوع فِي الْمَنْهِيّ عَنْهُ يَتَعَلَّق بِالْمَحَبَّةِ خَاصَّة اِنْتَهَى مُلَخَّصًا.
وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ , وَاعْتَرَضَهُ اِبْن الْحَاجّ بِأَنَّ الصَّحَابِيّ الَّذِي تَلَقَّى ذَلِكَ مِنْ صَاحِب الشَّرْع قَدْ فَهِمَ مِنْهُ النَّهْيَ عَنْ الْقِيَام الْمُوقَع لِلَّذِي يُقَامُ لَهُ فِي الْمَحْذُور فَصَوَّبَ فِعْل مَنْ اِمْتَنَعَ مِنْ الْقِيَام دُون مَنْ قَامَ وَأَقَرُّوهُ عَلَى ذَلِكَ , وَكَذَا قَالَ اِبْن الْقَيِّم فِي حَوَاشِي السُّنَن فِي سِيَاق حَدِيث مُعَاوِيَة رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ النَّهْي إِنَّمَا هُوَ فِي حَقّ مَنْ يَقُوم الرِّجَالُ بِحَضْرَتِهِ , لِأَنَّ مُعَاوِيَة إِنَّمَا رَوَى الْحَدِيث حِين خَرَجَ فَقَامُوا لَهُ , اِنْتَهَى مَا فِي الْفَتْح.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث وَمَا بَعْدَهُ فِي الْوَرَقَة الَّتِي قَبْلَ هَذَا فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الْقِيَام اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَامِرٍ فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِ عَامِرٍ اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
عن أبي أمامة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا فقمنا إليه فقال: «لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضها بعضا»
عن غالب، قال: إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائته فأقرئه السلام، قال...
عن عائشة رضي الله عنها، حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها: «إن جبريل يقرأ عليك السلام»، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله
عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل الشجرة، فلما زالت الشمس لبست لأمت...
عن ابن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده، قال: " ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أبو بكر أو عمر أضحك الله سنك - وساق الحديث - "
عن عبد الله بن عمرو، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي، فقال: «ما هذا يا عبد الله؟» فقلت: يا رسول الله شيء أصلحه، فق...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج فرأى قبة مشرفة فقال: «ما هذه؟» قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه...
عن دكين بن سعيد المزني، قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه الطعام، فقال: «يا عمر اذهب فأعطهم» فارتقى بنا إلى علية فأخذ المفتاح من حجرته ففتح...
عن عبد الله بن حبشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار» سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: «هذا الحديث مخت...