602- عن جابر، قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه، فأتيناه نعوده، فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا، قال: فقمنا خلفه فسكت عنا، ثم أتيناه مرة أخرى، نعوده فصلى المكتوبة جالسا، فقمنا خلفه فأشار إلينا، فقعدنا، قال: فلما قضى الصلاة، قال: «إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا، وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها»
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فإنه صدوق لا بأس به، وباقى رجاله ثقات.
جرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مختصرا بسقوط النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفرس ابن ماجه (3485) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وهو بتمامه في "مسند أحمد" (14205)، و "صحيح ابن حبان " (2112) و (2114).
وانظر ما سيأتي برقم (606).
قوله: "فصرعه" أي: أسقطه.
"على جذم نخلة" أي: أصل نخلة.
وقوله: "فانفكت قدمه" قال في "عون المعبود" 2/ 220: انفك العظم، أي: انتقل من مفصله، قال الحافظ زين الدين العراقى في "شرح الترمذي": هذه الرواية لا تنافى الرواية التي قبلها، إذ لا مانع من حصول خدش الجلد وفك القدم معا، قال: ويحتمل أنهما واقعتان.
والمشربة، بفتح الراء وضمها: الغرفة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَصَرَعَهُ ) : أَيْ أَسْقَطَهُ ( عَلَى جِذْم نَخْلَة ) : بِجِيمِ مَكْسُورَة وَذَال مُعْجَمَة سَاكِنَة وَهُوَ أَصْل الشَّيْء , وَالْمُرَاد هُنَا أَصْل النَّخْلَة.
وَحَكَى الْجَوْهَرِيّ فَتْح الْجِيم وَهِيَ ضَعِيفَة فَإِنَّ الْجَذْم بِالْفَتْحِ الْقَطْع قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ ( فَانْفَكَّتْ قَدَمه ) : الْفَكّ نَوْع مِنْ الْوَهَن وَالْخَلْع , وَانْفَكَّ الْعَظْم اِنْتَقَلَ مِنْ مَفْصِله , يُقَال فَكَكْت الشَّيْء أَبَنْت بَعْضه مِنْ بَعْض.
قَالَ الْحَافِظ زَيْن الدِّين الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : هَذِهِ لَا تُنَافِي الرِّوَايَة الَّتِي قَبْلهَا إِذْ لَا مَانِع مِنْ حُصُول خَدْش الْجِلْد وَفَكّ الْقَدَم مَعًا قَالَ وَيَحْتَمِل أَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ ( فَوَجَدْنَاهُ فِي مَشْرُبَة ) : بِفَتْحِ الْمِيم وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَة وَبِضَمِّ الرَّاء وَفَتْحهَا وَهِيَ الْغُرْفَة.
وَقِيلَ كَالْخِزَانَةِ فِيهَا الطَّعَام وَالشَّرَاب , وَلِهَذَا سُمِّيَتْ مَشْرُبَة فَإِنَّ الْمَشْرُبَة بِفَتْحِ الرَّاء فَقَطْ هِيَ الْمَوْضِع الَّذِي يَشْرَب مِنْهُ النَّاس ( وَلَا تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَل أَهْل فَارِس بِعُظَمَائِهَا ) : أَيْ بِأُمَرَائِهَا.
وَفِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ طَرِيق اللَّيْث عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر : " فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ آنِفًا تَفْعَلُونَ فِعْل فَارِس وَالرُّوم يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكهمْ وَهُمْ قُعُود فَلَا تَفْعَلُوا " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا بِالْمَدِينَةِ فَصَرَعَهُ عَلَى جِذْمِ نَخْلَةٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ فَوَجَدْنَاهُ فِي مَشْرُبَةٍ لِعَائِشَةَ يُسَبِّحُ جَالِسًا قَالَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَسَكَتَ عَنَّا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى نَعُودُهُ فَصَلَّى الْمَكْتُوبَةَ جَالِسًا فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ إِذَا صَلَّى الْإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا وَإِذَا صَلَّى الْإِمَامُ قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَلَا تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى...
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها، قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو جالس فصلى وراءه قوم قياما، فأشار إليهم أن اجلسوا فلما...
عن أسيد بن حضير، أنه كان يؤمهم، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فقالوا: يا رسول الله، إن إمامنا مريض، فقال: «إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا»
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " دخل على أم حرام فأتوه بسمن وتمر، فقال: « ردوا هذا في وعائه، وهذا في سقائه، فإني صائم»، ثم قام فصلى بنا ركعتي...
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمه وامرأة منهم، فجعله عن يمينه والمرأة خلف ذلك»
عن ابن عباس، قال: بت في بيت خالتي ميمونة «فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فأطلق القربة فتوضأ، ثم أوكأ القربة، ثم قام إلى الصلاة، فقمت فتوضأ...
عن أنس بن مالك، أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه، ثم قال: «قوموا فلأصلي لكم»، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من...
عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: استأذن علقمة، والأسود، على عبد الله، وقد كنا أطلنا القعود على بابه فخرجت الجارية فاستأذنت لهما فأذن لهما، ثم "...
عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا انصرف انحرف»