حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ما زال جبريل يوصيني بالجار - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب البر والصلة باب ما جاء في حق الجوار (حديث رقم: 1943 )


1943- عن مجاهد، أن عبد الله بن عمرو ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» وفي الباب عن عائشة، وابن عباس، وأبي هريرة، وأنس، والمقداد بن الأسود، وعقبة بن عامر، وأبي شريح، وأبي أمامة: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة، وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (ما زال جبريل يوصيني بالجار)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏( عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورٍ ) ‏ ‏بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَكِّيِّ , وَقِيلَ إِنَّ اِسْمَ أَبِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَشَابُورٌ جَدُّهُ , ثِقَةٌ مِنْ السَّابِعَةِ , رَوَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ وَطَاوُسٍ وَغَيْرِهِمَا , وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَابْنُ مَعِينٍ ‏ ‏( وَبَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ سُلَيْمَانَ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ وَالِدُ الْحَكَمِ , ثِقَةٌ يُغْرِبُ مِنْ السَّادِسَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( أَهْدَيْتُمْ ) ‏ ‏بِتَقْدِيرِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ‏ ‏( مَا زَالَ جِبْرَائِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ) ‏ ‏أَيْ يَأْمُرُ عَنْ اللَّهِ بِتَوْرِيثِ الْجَارِ مِنْ جَارِهِ.
وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا التَّوْرِيثِ فَقِيلَ يُجْعَلُ لَهُ مُشَارَكَةٌ فِي الْمَالِ بِفَرْضِ سَهْمٍ يُعْطَاهُ مَعَ الْأَقَارِبِ , وَقِيلَ الْمُرَادُ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلَةَ مَنْ يَرِثُ بِالْبِرِّ وَالصِّلَةِ , وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ فَإِنَّ الثَّانِيَ اِسْتَمَرَّ , وَالْخَبَرُ مُشْعِرٌ بِأَنَّ التَّوْرِيثَ لَمْ يَقَعْ.
وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ بِلَفْظِ : " حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ يَجْعَلُ لَهُ مِيرَاثًا " وَاسْمُ الْجَارِ يَشْمَلُ الْمُسْلِمَ وَالْكَافِرَ , وَالْعَابِدَ وَالْفَاسِقَ , وَالصَّدِيقَ وَالْعَدُوَّ , وَالْغَرِيبَ وَالْبَلَدِيَّ , وَالنَّافِعَ وَالضَّارَّ , وَالْقَرِيبَ وَالْأَجْنَبِيَّ , وَالْأَقْرَبَ دَارًا وَالْأَبْعَدَ , وَلَهُ مَرَاتِبُ بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْضٍ فَأَعْلَاهَا مَنْ اِجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُوَلُ كُلُّهَا ثُمَّ أَكْثَرُهَا وَهَلُمَّ جَرَّا إِلَى الْوَاحِدِ وَعَكْسِهِ مَنْ اِجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُخْرَى كَذَلِكَ , فَيُعْطَى كُلٌّ حَقَّهُ بِحَسَبِ حَالِهِ.
وَقَدْ تَتَعَارَضُ صِفَتَانِ فَأَكْثَرُ فَيَرْجَحُ أَوْ يُسَاوِي.
وَقَدْ حَمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّاوِي عَلَى الْعُمُومِ , فَإِنَّهُ أَمَرَ لَمَّا ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ أَنْ يُهْدِيَ مِنْهَا لِجَارِهِ الْيَهُودِيِّ.
وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا : " الْجِيرَانُ ثَلَاثَةٌ : جَارٌ لَهُ حَقٌّ وَهُوَ الْمُشْرِكُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ , وَجَارٌ لَهُ حَقَّانِ وَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْإِسْلَامِ وَجَارٌ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ مُسْلِمٌ لَهُ رَحِمٌ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَالْإِسْلَامِ وَالرَّحِمِ " , هَذَا تَلْخِيصُ مَا فِي فَتْحِ الْبَارِي.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ إِلَخْ ) ‏ ‏أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْهَا وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ) ; وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ وَحْدَهَا.
وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو يَعْلَى عَنْهُ مَرْفُوعًا : " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ ".
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : " أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ ".
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا جَيِّدٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ " , الْحَدِيثَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ أَوْ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ".
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْمِقْدَادِ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَفِيهِ : " لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشَرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ " الْحَدِيثُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي شُرَيْحٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " وَاَللَّهِ لَا يُؤْمِنُ.
وَاَللَّهِ لَا يُؤْمِنُ " , قِيلَ : وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ : " أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ " حَتَّى أَكْثَرَ , فَقُلْت إِنَّهُ يُوَرِّثُهُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَرُوَاتُهُ رُوَاةُ الصَّحِيحِ اِنْتَهَى.
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ذَكَرَهَا الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ فِي كِتَابِهِ التَّرْغِيبِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ) ‏ ‏.
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ ‏ ‏( وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.


حديث ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وفي الباب عن عائشة وابن عباس

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ ‏ ‏وَبَشِيرٍ أَبِي إِسْمَعِيلَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُجَاهِدٍ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ‏ ‏ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مَا زَالَ ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏ ‏يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏وَابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏وَأَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏وَأَنَسٍ ‏ ‏وَالْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ‏ ‏وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَأَبِي شُرَيْحٍ ‏ ‏وَأَبِي أُمَامَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ‏ ‏مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ‏ ‏وَقَدْ رُوِيَ ‏ ‏هَذَا الْحَدِيثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُجَاهِدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏وَأَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَيْضًا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»: هذا حديث حسن غريب و...

من كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه

عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إخوانكم جعلهم الله فتية تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه، ولا يكل...

لا يدخل الجنة سيئ الملكة

عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة سيئ الملكة»: هذا حديث غريب وقد تكلم أيوب السختياني وغير واحد في فرقد السبخي من قبل حفظه

من قذف مملوكه بريئا مما قال له أقام الله عليه الحد

عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم نبي التوبة: «من قذف مملوكه بريئا مما قال له، أقام الله عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال»:...

لله أقدر عليك منك عليه

عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب مملوكا لي، فسمعت قائلا من خلفي يقول: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، فالتفت، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسل...

يا رسول الله كم أعفو عن الخادم

عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول...

ا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم»: وأبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين قال أبو...

لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع

عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع»: هذا حديث غريب وناصح هو ابن العلاء كوفي ليس عند أ...

ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن

حدثنا أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حدي...