788- عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم «لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم»
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه اختلف على سفيان - وهو ابن عيينة - في وصله وإرساله.
ابن السرح: هو أحمد بن عمرو, وعمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 42، وفي "الشعب" (2125)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 210، والضياء في"المختارة" 10/ (336) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (538) , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1376)، والبزار (2187 - زوائد)، والحاكم1/ 231من طرق عن سفيان، به موصولا.
وهو في "المراسيل"للمصنف (36) عن أحمد المروزي، به مرسلا.
وقال: قد أسند هذا الحديث، وهذا أصح.
وأخرجه البزار (2187 - زوائد) عن أحمد بن عبدة، عن سفيان، به، وشك
البزار نفسه في وصله أو إرساله.
وأخرجه عبد الرزاق (2617)، والحاكم 1/ 231 - 232، والبيهقي في "السنن"
2/ 43 من طريق ابن جريج، حدثنا عمرو بن دينار، به موصولا.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 217 عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به مرسلا.
وأخرجه ابن عدي في ترجمة الفضل بن عيسى الرقاشي 6/ 2039، والطبراني (12545)، والبيهقي في "الشعب" (2126) و (2127)، والضياء في "المختارة" 10/ (337) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، والطبراني (12544) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، والحاكم 1/ 231، والبيهقي في "الشعب" (2128) من طريق المثنى بن الصباح، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به موصولا.
والخوزي والمثنى متروكان، وأبو مريم متهم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1375) من طريق سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وإسناده حسن.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لَا يَعْرِف فَصْل السُّورَة حَتَّى تُنَزَّل عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم ) : الْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَصَحَّحَهُ عَلَى شَرْطهمَا وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيل عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَالَ الْمُرْسَلُ أَصَحّ.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرَك بَعْد أَنْ ذَكَرَ الْحَدِيث عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَمَّا هَذَا فَثَابِت.
وَقَالَ الْهَيْثَمِيّ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَال أَحَدهمَا رِجَال الصَّحِيح.
وَالْحَدِيث اِسْتَدَلَّ بِهِ الْقَائِلُونَ بِأَنَّ الْبَسْمَلَة مِنْ الْقُرْآن.
وَيُبْتَنَى عَلَى أَنَّ مُجَرَّد تَنْزِيل الْبَسْمَلَة تَسْتَلْزِم قُرْآنِيَّتهَا.
قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ.
وَالِاسْتِدْلَال بِهَذَا الْحَدِيث وَكَذَا بِكُلِّ حَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْبَسْمَلَة مِنْ الْقُرْآن عَلَى الْجَهْر بِهَا فِي الصَّلَاة لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
قَالَ الْحَافِظ اِبْن سَيِّد النَّاس الْيَعْمَرِيّ : لِأَنَّ جَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْجَهْر بِهَا لَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا.
بَلْ هِيَ مِنْ السُّنَن عِنْدهمْ كَالتَّعَوُّذِ وَالتَّأْمِين , وَجَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْإِسْرَار بِهَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا.
وَلِهَذَا قَالَ النَّوَوِيّ : إِنَّ مَسْأَلَة الْجَهْر لَيْسَتْ مُرَتَّبَة عَلَى إِثْبَات مَسْأَلَة الْبَسْمَلَة.
وَكَذَلِكَ اِحْتِجَاج مَنْ اِحْتَجَّ بِأَحَادِيث عَدَم قِرَاءَتهَا عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِآيَةٍ لِمَا عَرَفْت.
قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي تَخْرِيج الْهِدَايَة : وَمِنْ حُجَج مَنْ أَثْبَتَ الْجَهْر أَنَّ أَحَادِيثه جَاءَتْ مِنْ طُرُق كَثِيرَة وَتَرْكه عَنْ أَنَس وَابْن مُغَفَّل فَقَطْ وَالتَّرْجِيح بِالْكَثْرَةِ ثَابِت وَبِأَنَّ أَحَادِيث الْجَهْر شَهَادَة عَلَى إِثْبَاتٍ وَتَرْكُهُ شَهَادَةٌ عَلَى نَفْيٍ وَالْإِثْبَات مُقَدَّم , وَبِأَنَّ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُ تَرْك الْجَهْر قَدْ رُوِيَ عَنْهُ الْجَهْر , بَلْ رُوِيَ عَنْ أَنَس إِنْكَار ذَلِكَ.
كَمَا أَخْرَجَ أَحْمَد وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن يَزِيد أَبِي مَسْلَمَة قَالَ : قُلْت لِأَنَسٍ أَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم أَوْ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : إِنَّك تَسْأَلنِي عَنْ شَيْء مَا حَفِظْته وَلَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَد قَبْلك وَأُجِيبَ عَنْ الْأَوَّل بِأَنَّ التَّرْجِيح بِالْكَثْرَةِ إِنَّمَا يَقَع بَعْد صِحَّة السَّنَد وَلَا يَصِحّ فِي الْجَهْر شَيْء مَرْفُوع كَمَا نُقِلَ عَنْ الدَّارَقُطْنِيِّ وَإِنَّمَا يَصِحّ عَنْ بَعْض الصَّحَابَة مَوْقُوف , وَعَنْ الثَّانِي بِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ بِصُورَةِ النَّفْي لَكِنَّهَا بِمَعْنَى الْإِثْبَات , وَقَوْلهمْ إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعهُ لِبُعْدِهِ بَعِيد مَعَ طُول صُحْبَته , وَعَنْ الثَّالِث بِأَنَّ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي حَال حِفْظه أَوْلَى مِمَّنْ أَخَذَهُ عَنْهُ فِي حَال نِسْيَانه , وَقَدْ صَحَّ عَنْ أَنَس أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَيْء فَقَالَ : سَلُوا الْحَسَن فَإِنَّهُ يَحْفَظ وَنَسِيت.
وَقَالَ الْحَازِمِيّ : الْأَحَادِيث فِي الْإِخْفَاء نُصُوص لَا تَحْتَمِل التَّأْوِيل , وَأَيْضًا فَلَا يُعَارِضهَا غَيْرهَا لِثُبُوتِهَا وَصِحَّتهَا , وَأَحَادِيث الْجَهْر لَا تُوَازِيهَا فِي الصِّحَّة بِلَا رَيْب.
ثُمَّ إِنَّ أَصَحّ أَحَادِيث تَرْك الْجَهْر حَدِيث أَنَس وَقَدْ اُخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي لَفْظه فَأَصَحّ الرِّوَايَات عَنْهُ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَة بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ , كَذَا قَالَ أَكْثَر أَصْحَاب شُعْبَة عَنْهُ عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس , وَكَذَا رَوَاهُ أَكْثَر أَصْحَاب قَتَادَة عَنْهُ وَعَلَى هَذَا اللَّفْظ اِتَّفَقَ الشَّيْخَانِ وَجَاءَ عَنْهُ لَمْ أَسْمَع أَحَدًا مِنْهُمْ يَجْهَر بِالْبَسْمَلَةِ , وَرُوَاة هَذِهِ أَقَلّ مِنْ رُوَاة ذَلِكَ.
وَانْفَرَدَ بِهَا مُسْلِم وَجَاءَ عَنْهُ حَدِيث هَمَّام وَجَرِير بْن حَازِم عَنْ قَتَادَة " سُئِلَ أَنَس كَيْفَ كَانَ قِرَاءَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : كَانَتْ مَدًّا يَمُدّ بِسْمِ اللَّه وَيَمُدّ الرَّحْمَن الرَّحِيم " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ.
وَجَاءَ عَنْهُ مِنْ رِوَايَة أَبِي مَسْلَمَة الْحَدِيث الْمَذْكُور قِيلَ إِنَّهُ سُئِلَ بِمَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِح , ثُمَّ قَالَ الْحَازِمِيّ : وَالْحَقّ أَنَّ هَذَا مِنْ الِاخْتِلَاف الْمُبَاح , وَلَا نَاسِخ فِي ذَلِكَ وَلَا مَنْسُوخ وَاَللَّه أَعْلَم.
اِنْتَهَى.
وَذَكَرَ اِبْن الْقَيِّم فِي الْهَدْي : أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْهَر بِبِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم تَارَة وَيُخْفِيهَا أَكْثَر مِمَّا جَهَرَ بِهَا , وَلَا رَيْب أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَجْهَر بِهَا دَائِمًا فِي كُلّ يَوْم وَلَيْلَة خَمْس مَرَّات أَبَدًا حَضَرًا وَسَفَرًا وَيُخْفِي ذَلِكَ عَلَى خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ وَعَلَى جُمْهُور أَصْحَابه وَأَهْل بَلَده فِي الْأَعْصَار الْفَاضِلَة , هَذَا مِنْ أَمْحَل الْمُحَال حَتَّى يُحْتَاج إِلَى التَّشَبُّث فِيهِ بِأَلْفَاظٍ مُجْمَلَة وَأَحَادِيث وَاهِيَة.
فَصَحِيح تِلْكَ الْأَحَادِيث غَيْر صَرِيح وَصَرِيحهَا غَيْر صَحِيح اِنْتَهَى وَقَالَ فِي السُّبُل : وَأَطَالَ الْجِدَال بَيْن الْعُلَمَاء مِنْ الطَّوَائِف لِاخْتِلَافِ الْمَذَاهِب , وَالْأَقْرَب أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأ بِهَا تَارَة جَهْرًا وَتَارَة يُخْفِيهَا.
اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ وَابْنُ السَّرْحِ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُتَيْبَةُ فِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ السَّرْحِ
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية...
عن عمرو، وسمعه من جابر، قال: كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤمنا - قال مرة: ثم يرجع فيصلي بقومه - فأخر النبي صلى الله عليه وسلم...
عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: «كيف تقول في الصلاة»، قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك ال...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء»
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة»
عن عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفه...
أن أبا هريرة، قال: «في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم»
عن أبي قتادة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحيانا و...
عن أبي معمر، قال: قلنا لخباب، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: «باضطراب لحيته»