3548- حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت ابن مسعود " رمى الجمرة، جمرة العقبة من بطن الوادي " ثم قال: " هذا - والذي لا إله غيره - مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة "
هو عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبد الرحمن، أحد السابقين الأولين، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد، ولازم النبى صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب نعليه.
وأخرج البغوي عنه أنه قال: لقد رأيتني سادس ستة وما على وجه الأرض مسلم غيرنا.
وقال أبو نعيم: كان سادس من أسلم.
وكان يقول: أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة.
أخرجه البخاري [٥٠٠٠] .
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة.
ذكره ابن إسحاق.
وقال فيه حذيفة: إن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى.
أخرجه الترمذي [٣٨٠٧] بسند صحيح.
وعن علي مرفوعا: "لو كنت مؤمرا أحدا بغير مشورة، لأمرت ابن أم عبد" [أخرجه أحمد (٢٦٦) ] .
وعن علي أيضا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لرجل عبد الله اثقل في الميزان من أحد" رواه أحمد [٩٢٠] بسند حسن.
أسلمت أمه وصحبت.
وقال فيه أبو الدرداء يوم جاءه خبر موته: ما ترك بعده مثله.
مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل غير ذلك.
وفي "تهذيب " النووي [١/٢٩٠] : قال أبو طيبة: مرض ابن مسعود، فعاده
عثمان، فقال: ما تشتكي؟ فقال: ذنوبي.
قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي.
قال:
ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني.
قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة
لي فيه.
قال: لبناتك؟ قال: أتخشى على بناتي الفقر؟! إني أمرتهن أن يقرأن كل
ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم
تصبه فاقة أبدا" انتهى.
قلنا: هو حديث ضعيف، وابن مسعود في "سير أعلام النبلاء"
١/٤٦١-٥٠٠، وذكرت في التعليقات عليه مصادر ترجمته.
والحديث صحيح، مغيرة -وهو ابن مقسم الضبي، وإن كان مدلسا وقد عنعن، وضعف أحمد روايته عن إبراهيم وحده- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
هشيم: هو ابن بشير، وإبراهيم: هو ابن يزيد بن قيس النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤٠٧٨) ، وفي "المجتبى" ٥/٢٧٤ عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (٤٩٧٢) عن ابن أبي خيثمة، كلاهما عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود (٤٧٥) ، والنسائي في "الكبرى" (٤٠٧٧) ، وفي "المجتبى" ٥/٢٧٣ من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن شعبة، عن منصور -وهو ابن المعتمر- عن إبراهيم، به.
قال النسائي في "المجتبى": ما أعلم أحدا قال في هذا الحديث منصور غير ابن أبي عدي، والله تعالى أعلم.
وأخرجه مسلم (١٢٩٦) (٣٠٩) ، والنسائي في "الكبرى" (٤٠٧٦) ، وفي "المجتبى" ٥/٢٧٣ من طريق يحيى بن يعلى أبي المحياة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه الشاشي (٩٠٣) من طريق مالك بن مغول، عن أبي صخرة، عن إبراهيم، قال: رمى عبد الله جمرة العقبة .
وهذا إسناد منقطع.
وسيأتي الحديث بالأرقام (٣٨٧٤) و (٣٩٤١) و (٣٩٤٢) و (٤٠٠٢) و (٤٠٦١) و (٤٠٨٩) و (٤١١٧) و (٤١٥٠) و (٤٣٥٩) و (٤٣٧٠) و (٤٣٧٨) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (١٧٥١) و (١٧٥٢) ، سيرد برقم وعن أم جندب عند ابن أبي شيبة ٤/١/١٨٥، وابن ماجه (٣٠٣١) .
وعن عمر من فعله عند ابن أبي شيبة ٤/١/١٨٤
قال السندي: وخص [عبد الله بن مسعود] سورة البقرة [بالذكر] لأن معظم المناسك فيها، خصوصا ما يتعلق بالرمي، كوقت المذكور في قوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات) ، فكأنه قال: هذا مقام من أنزلت عليه أمور المناسك وأخذ عنه أحكامها، فعليكم اتباعه.
وقد نقل الحافظ في "الفتح" ٣/٥٨٢ هذا المعنى عن ابن المنير، ثم قال: وقيل: خص البقرة بذلك لطولها، وعظم قدرها، وكثرة ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة، والله أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة": يريد أنه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عند رمي الجمرة، وخص سورة البقرة؛ لأن معظم المناسك فيها، خصوصا ما يتعلق بالرمي، كوقته المذكور في قوله تعالى: واذكروا الله في أيام معدودات [البقرة: 203].
فكأنه قال: هذا مقام من أنزلت عليه أمور المناسك، وأخذ عنه أحكامها، فعليكم اتباعه.
وأخذ من الحديث جواز أن يقول القائل: سورة البقرة، بالإضافة; إذ الظاهر أن مثله لا يقول بمثله إلا سماعا، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَمَى الْجَمْرَةَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ثُمَّ قَالَ هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ
عن عبد الرحمن بن يزيد، أن عبد الله لبى حين أفاض من جمع، فقيل: أعرابي هذا، فقال: عبد الله أنسي الناس أم ضلوا؟ سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة، يقول: ف...
عن ابن مسعود، قال: قال لي اقرأ علي من القرآن، قال: فقلت له : أليس منك تعلمته، وأنت تقرئنا؟ فقال: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: " اق...
عن ابن مسعود، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سورة النساء، فلما بلغت هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا...
عن أبي وائل، قال: قال ابن مسعود: خصلتان - يعني إحداهما - سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخرى من نفسي: " من مات وهو يجعل لله ندا، دخل النار...
عن أبي عبيدة بن عبد الله، يحدث، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوما على حالها لا تغير، فإذا مضت...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا كانوا له حصنا حصينا من النار " فقيل:...
عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه، أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، قال: قال: " فأمر...
عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لقيت ليلة أسري بي إبراهيم، وموسى، وعيسى "، قال: " فتذاكروا أمر الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال...
عن عبد الله بن مسعود: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا نام البارحة عن الصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك الشيطان بال ف...