96- عبد الله بن مغفل، سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض، عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء»
حديث حسن، فقد حسن إسناده ابن كثير في "تفسيره" 3/ 425، وقال الحافظ في "الأمالي المطلقة" ص 17: حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على حماد بن سلمة:
فرواه هنا وعند أحمد (16801)، وابن ماجه (3864)، وابن حبان (6764) عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبى نعامة، عن ابن مغفل.
وأبو نعامة -واسمه قيس بن عباية الحنفي- لم يسمع من ابن مغفل.
ورواه أيضا عند ابن حبان (6763) عن الجريزي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ابن مغفل.
وقال ابن حبان: الطريقان جميعا محفوظان.
ورواه أيضا عند أحمد (16796) عن يزيد الرقاشي، عن أبي نعامة، عن ابن مغفل.
ويزيد الرقاشي ضعيف.
ورواه زياد بن مخراق كما سيأتي عند المصنف برقم (1480) عن أبي نعامة -وهو قيس بن عباية-، عن مولى لسعد بن أبي وقاص، عن سعد.
وزياد ثقة، لكن قال أحمد: لم يقم زياد إسناد هذا الحديث.
وفيه مولى سعد وهو مبهم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( الْقَصْر الْأَبْيَض ) : الْقَصْر : هُوَ الدَّار الْكَبِيرَة الْمُشَيَّدَة , لِأَنَّهُ يُقْصَر فِيهِ الْحُرُم.
كَذَا فِي التَّوَسُّط ( إِذَا دَخَلْتهَا ) : أَيْ الْجَنَّة ( قَالَ ) : عَبْد اللَّه لِابْنِهِ حِين سَمِعَ يَدْعُو بِهَذِهِ الْكَلِمَات.
قَالَ بَعْض الشُّرَّاح : إِنَّمَا أَنْكَرَ عَبْد اللَّه عَلَى اِبْنه فِي هَذَا الدُّعَاء لِأَنَّ اِبْنه طَمِعَ مَا لَا يَبْلُغهُ عَمَلًا حَيْثُ سَأَلَ مَنَازِل الْأَنْبِيَاء , وَجَعَلَهُ مِنْ الِاعْتِدَاء فِي الدُّعَاء لِمَا فِيهَا مِنْ التَّجَاوُز عَنْ حَدّ الْأَدَب , وَقِيلَ : لِأَنَّهُ سَأَلَ شَيْئًا مُعَيَّنًا وَاَللَّه أَعْلَمُ ( إِنَّهُ ) : الضَّمِير لِلشَّأْنِ ( يَعْتَدُونَ ) : يَتَجَاوَزُونَ عَنْ الْحَدّ ( فِي الطُّهُور ) : بِضَمِّ الطَّاء وَفَتْحهَا , فَالِاعْتِدَاء فِي الطُّهُور بِالزِّيَادَةِ عَلَى الثَّلَاث , وَإِسْرَاف الْمَاء , وَبِالْمُبَالَغَةِ فِي الْغَسْل إِلَى حَدّ الْوَسْوَاس , أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْ الْإِسْرَاف فِي الْمَاء وَلَوْ فِي شَاطِئ الْبَحْر , لِمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأ , فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَف يَا سَعْد ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوء سَرَف ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَإِنْ كُنْت عَلَى نَهَر جَارٍ " اِنْتَهَى وَحَدِيث اِبْن مُغَفَّل هَذَا يَتَنَاوَل الْغُسْل وَالْوُضُوء وَإِزَالَة النَّجَاسَة ( وَالدُّعَاء ) : عَطْف عَلَى الطُّهُور , وَالْمُرَاد بِالِاعْتِدَاءِ فِيهِ مُجَاوَزَة الْحَدّ , وَقِيلَ الدُّعَاء بِمَا لَا يَجُوز وَرَفْع الصَّوْت بِهِ وَالصِّيَاح , وَقِيلَ سُؤَال مَنَازِل الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام.
حَكَاهَا النَّوَوِيّ فِي شَرْحه.
وَذَكَرَ الْغَزَالِيّ فِي الْإِحْيَاء أَنَّ الْمُرَاد بِهِ أَنْ يَتَكَلَّف السَّجْع فِي الدُّعَاء.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُقْتَصِرًا مِنْهُ عَلَى الدُّعَاء.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ
عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قوما وأعقابهم تلوح، فقال: «ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء»
عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في تور من شبه»
عن عبد الله بن زيد، قال: «جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه»
ذكر ربيعة، أن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» أنه الذي يتوضأ ويغتسل، ولا ينوي وضوءا للصلاة، ولا غسلا للجنابة...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليل، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده»...
عن أبي هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإن أحدكم لا يدري...
عن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فأفرغ على يديه ثلاثا فغسلهما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمنى...
سئل ابن أبي مليكة، عن الوضوء، فقال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء «فدعا بماء، فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا،...