7193- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتركون المدينة على خير ما كانت عليه، لا يغشاها إلا العوافي - قال: يريد عوافي السباع والطير -، وآخر من يحشر راعيان من مزينة، ينعقان بغنمهما ، فيجداها وحوشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع، حشرا على وجوههما - أو: خرا على وجوههما - "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (١٨٧٤) ، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" ١/٢٧٦، والبغوي (٢٠١٧) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (١٣٨٩) (٤٩٩) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد.
وسيأتي مختصرا برقم (٨٩٩٩) ، وانظر (٩٠٦٧) .
وفي الباب عن عوف بن مالك الأشجعي عند أحمد ٦/٢٣ وغيره، وصححه ابن حبان (٦٧٧٤) .
وعن محجن بن الأدرع عند أحمد ٥/٣٢.
وأخرج مسلم في "صحيحه" (٢٨٩١) (٢٤) من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن حذيفة أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟ وإسناده على شرطهما.
قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" ٣/٤٧: قد عرف ذلك أبو هريرة، أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (١/٢٧٧-٢٧٨) قال: حدثنا أبو داود، حدثنا حرب (وهو ابن شداد، وتحرف في المطبوع من "النكت" إلى: حريث) ، وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو جعفر: أن أبا هريرة قال: ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت، نصفا زهوا، ونصفا رطبا.
قيل: من يخرجهم منها يا أبا هريرة؟ قال: أمراء السوء.
قلنا: وأبو جعفر هذا: هو الأنصاري المدني المؤذن، روى عن أبي هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير، فيه جهالة.
قوله: "يتركون"، قال السندي: بالغيبة، أي: الناس، أو بالخطاب لأهل المدينة، لا بأعيانهم، قال الحافظ ابن حجر: الأكثر على الخطاب.
وقوله: "على خير ما كانت"، قال الحافظ في "الفتح" ٤/٩٠، أي: على أحسن حال كانت عليه من قبل .
ثم ذكر أقوال العلماء في زمن وقوع ذلك، فمنهم من قال: قد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس، وحملت إليها خيرات الأرض، وصارت من أعمر البلاد، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب، تعاورتها الفتن وخلت من أهلها، فقصدتها
العوافي، ومنهم من اختار أن الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ورجح الحافظ ابن حجر الثاني منهما.
وقوله: "لا يغشاها"، قال السندي: أي: لا يسكنها.
وقوله: "إلا العوافي"، قال: جاء بحذف الياء وإثباتها، جمع عافية: وهى ما يطلب القوت من السباع والطيور.
و"ينعقان"، قال: بكسر العين المهملة أي: يصيحان.
و"حشرا"، قال: أي: أميتا.
وثنية الوداع: موضع بالمدينة من جهة الشام.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " يتركون ": بالغيبة; أي: الناس، أو بالخطاب لأهل المدينة، لا بأعيانهم.
قال الحافظ ابن حجر: الأكثر على الخطاب .
" على خير ما كانت ": من العمارة، وكثرة الأشجار والأثمار، وحسنهما.
قال القسطلاني: في "أخبار المدينة" لعمر بن شبة: إن ابن عمر أنكر على أبي هريرة قوله: "خير ما كانت"، وقال: إنما قال صلى الله عليه وسلم: "أعمر ما كانت"، وإن أبا هريرة صدقه على ذلك .
" لا يغشاها ": - بالغين المعجمة - ; أي: لا يسكنها .
" إلا العواف ": جاء بحذف الياء وإثباتها، جمع عافية، وهي ما يطلب القوت من السباع والطيور، ولعل المقصود بالبيان: الإخبار عن دوام الخير في المدينة إلى آخر أمرها.
قيل: هكذا قد جرى في بعض الأعصار الأول، وانقضى، وقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة منها إلى الشام، وذلك خير ما كانت للدين; لكثرة العلماء بها، وللدنيا; لعمارتها واتساع حال أهلها.
وقال النووي: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويوضحه قصة الراعيين .
" وآخر من يحشر ": على بناء المفعول; أي: يساق إليها كما تدل عليه رواية مسلم، أو منها; فإنهما يخرجان منها بعد أن يجداها محلا للوحوش كما يدل عليه ظاهر لفظ الحديث .
" من مزينة ": - بضم الميم وفتح الزاي - : اسم قبيلة .
" ينعقان ": - بكسر العين المهملة - ؟ أي: يصيحان .
" فيجداها ": من حذف النون لمجرد التخفيف، وفي "صحيح البخاري ": "فيجدانها" بإثباتها على الأصل; أي: يجدان المدينة .
" وحوشا ": بالجمع; أي: ذات وحوش .
" حتى إذا بلغا ": فخرجا منها حتى إذا بلغا .
" ثنية الوداع ": موضع بالمدينة من جهة الشام .
" حشرا ": أي: أميتا .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي قَالَ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يَنْعِقَانِ لِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَاهَا وُحُوشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ حُشِرَا عَلَى وُجُوهِهِمَا أَوْ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا
قال: " ومن يرد الله به خيرا، يفقه في الدين، وإنما أنا قاسم، ويعطي الله عز وجل "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحسنة بعشر أمثالها، والصوم لي وأنا أجزي به، يذر طعامه وشرابه بجراي - قال يزيد: من أجلي - الصوم لي وأ...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من هم بحسنة فلم يعملها، كتبت له حسنة، فإن عملها، كتبت له بعشر أمثالها، إلى سبع مائة وسبع أمثالها، فإن...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقدت أمة من بني إسرائيل، لم يدر ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان...
عن أبي هريرة - قال أبو قطن: قال: في الكتاب مرفوع -: " إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم جهدها، فقد وجب الغسل "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني أنظر - أو: إني لأنظر - ما ورائي، كما أنظر إلى ما بين يدي، فسووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم "
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقدموا بين يدي رمضان بيوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوما، فليصمه "
عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي - قال: ذكرها أبو هريرة ونسيها محمد -، فصلى ركعتين ثم سلم، وأتى خشبة معروضة في الم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان "