7201-
عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي - قال: ذكرها أبو هريرة ونسيها محمد -، فصلى ركعتين ثم سلم، وأتى خشبة معروضة في المسجد، فقال بيده عليها، كأنه غضبان، وخرجت السرعان من أبواب المسجد، قالوا: قصرت الصلاة.
قال: وفي القوم أبو بكر وعمر، فهاباه أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول، يسمى: ذا اليدين ، فقال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: " لم أنس، ولم تقصر الصلاة "، قال: " كما يقول ذو اليدين؟ "، قالوا: نعم، قال: فجاء فصلى الذي كان ترك ، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر .
قال: فكان محمد، يسأل: ثم سلم؟ فيقول: نبئت أن عمران بن حصين، قال: ثم سلم
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه ابن خزيمة (١٠٣٥) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٤٨٢) ، وأبو داود (١٠١٠) ، وابن ماجه (١٢١٤) ، والنسائي ٣/٢٠-٢٢، وابن خزيمة (١٠٣٥) ، والطحاوي ١/٤٤٤، وابن حبان (٢٢٥٣) و (٢٢٥٦) ، والبيهقي ٢/٣٥٤، والبغوي (٧٦٠) من طرق عن عبد الله بن عون، به.
وبعضهم أدرج التسليم في سجدتي السهو في حديث أبي هريرة.
وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري (١٢٢٩) و (٦٠٥١) ، وأبو عوانة ٢/١٩٥-١٩٦، والطحاوي ١/٤٤٥، والبيهقي ٢/٣٤٦ و٣٥٣ من طريق يزيد بن إبراهيم، وأبو داود (١٠١٠) ، وابن خزيمة (١٠٣٥) ، والطحاوي ١/٤٤٤، وابن حبان (٢٢٥٤) من طريق سلمة بن علقمة، والطحاوي ١/٤٤٤ من طريق هشام بن حسان، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه مطولا بنحوه أبو داود (١٠١٥) من طريق سعيد المقبري، وأبو داود (١٠١٦) ، والبيهقي ٢/٣٥٨ من طريق ضمضم بن جوس، والطحاوي ١/٤٤٥ من طريق عبد الرحمن بن هرمز، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وقال المقبري في حديثه: ولم يسجد سجدتي السهو!
وأخرج قصة سجدتي السهو منه أبو داود (١٠١١) ، ومن طريقه البيهقي ٢/٣٥٤ من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وهشام بن حسان ويحيى بن عتيق وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين: أنه كبر وسجد، وقال هشام بن حسان: كبر ثم كبر وسجد.
وأخرجها الترمذي (٣٩٤) من طريق هشيم، عن هشام بن حسان، والنسائي ٣/٢٦ من طريق شعبة، عن عبد الله بن عون وخالد الحذاء، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وقد سلف الحديث برقم (٤٩٥١) في مسند ابن عمر من طريق هشام وابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، ولم يسق لفظه.
وسيأتي برقم (٧٣٧٤) مختصرا و (٧٣٧٦) و (٧٨٢٠) مطولا من طريق أيوب، عن ابن سيرين، وله طرق أخرى عن ابي هريرة، انظر (٧٦٦٦) و (٩٠١٠) و (٩٤٤٤) و (٩٧٧٧) .
وحديث عمران بن حصين الذي أشار إليه ابن سيرين في آخر الحديث هو عند أبي داود (١٠٣٩) ، والترمذي (٣٩٥) ، والنسائي ٣/٢٦، وصححه ابن حبان (٢٦٧٠) من طريق محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران، وسيأتي في "المسند" ٤/٤٢٧ عن إسماعيل ابن علية، عن ابن سيرين، به.
وفي الباب عن ذي اليدين، سيأتي في مسنده ٤/٧٧.
وعن ابن عمر عند أبي داود (١٠١٧) ، وابن ماجه (١٢١٣) ، والبيهقي ٢/٣٥٩، وانظرما سلف في مسند ابن عمر برقم (٤٩٥٠) .
قوله: "إحدى صلاتي العشي"، قال ابن الأثير ٣/٢٤٢: يريد صلاة الظهر أو العصر (كما ورد في بعض روايات الحديث) ، لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشى.
و"معروضة"، أي: موضوعة بالعرض، أو مطروحة في ناحية المسجد.
و"السرعان"، قال ابن الأثير ٢/٣٦١: بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز تسكين الراء.
وقوله: "لم أنس ولم تقصر الصلاة"، قال السندي: خرج على حسب الظن، ويعتبر الظن قيدا في الكلام ترك ذكره بناء على أن الغالب في بيان أمثال هذه الأشياء أن يجري فيها الكلام بالنظر إلى الظن، فكأنه قال: ما نسيت ولا قصرت في ظني.
وانظر "فتح الباري" ٣/١٠١-١٠٣.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " إحدى صلاتي العشي ": - بفتح عين وكسر معجمة وتشديد ياء - ; أي: آخر النهار ما بين زوال الشمس وغروبها .
" فقال بيده ": أي: اعتمد، وهو من إطلاق القول على الفعل، وهو كثير في كلام العرب .
" السرعان ": - بفتحتين، وجوز سكون الراء - : المسرعون إلى الخروج، وضبط - بضم أو كسر فسكون - : جمع سريع .
" قال ": أي: بعضهم لبعض .
" أقصرت الصلاة ": - بضم الصاد - ، أو على بناء المفعول، قيل: وهو الأشهر، قالوه على وجه التقرير، أو على وجه السؤال، وأجاب الآخرون بنعم .
" فهاباه ": تعظيما وتبجيلا؟ لمعرفتهما جاهه وقدره - زادهما الله تعالى - .
" يسمى ذو اليدين ": حكاية للاسم على حالة الرفع التي هي أشرف الأحوال، وإلا فالظاهر: ذا اليدين كما وقع في رواية غيره .
" لم أنس ولم تقصر ": خرج على حسب الظن، ويعتبر الظن قيدا في الكلام ترك ذكره بناء على أن الغالب في بيان أمثال هذه الأشياء أن يجري فيها الكلام بالنظر إلى الظن، فكأنه قيل: ما نسيت، ولا قصرت في ظني، وهذا الكلام صادق لا غبار عليه، ولا يتوهم فيه شائبة كذب، وليس مبنى الجواب على كون الصدق المطابقة للظن، بل على أنه مطابقة الواقع، فافهم.
" قال: كما يقول ذو اليدين؟ ": أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما جزم ذو اليدين بوقوع البعض: الأمر كما يقول ذو اليدين؟ قاله استفهاما .
" فجاء فصلى ": قالوا: وليس فيه رجوع المصلي إلى قول غيره، وترك العمل بيقين نفسه; لجواز أنه سألهم ليتذكر، فلما ذكروه، تذكر، فعلم السهو، فبنى عليه، لا أنه رجع إلى مجرد قولهم.
قلت: يمكن أنه شك، فأخذ بقول الغير، والجزم بأنه تذكر لا يخلو عن نظر، والله تعالى أعلم.
واستدل بالحديث من قال: الكلام مطلقا لا يبطل الصلاة، بل ما يكون لإصلاحها، فهو معفو، ومن يقول بإبطال الكلام مطلقا، يحمل الحديث على أنه قبل نسخ إباحة الكلام في الصلاة، لكن يشكل عليهم أن النسخ كان قبل بدر، وهذه الواقعة قد حضرها أبو هريرة، وكان إسلامه أيام خيبر.
وقال صاحب "البحر" من علمائنا الحنفية: ولم أر لهذا الإيراد جوابا شافيا، والله تعالى أعلم.
" فكان محمد يسأل: ثم سلم؟ ": أي: يقول له السائل: ثم سلم؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ قَالَ ذَكَرَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَنَسِيَهَا مُحَمَّدٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ وَأَتَى خَشَبَةً مَعْرُوضَةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ بِيَدِهِ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ وَخَرَجَتْ السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ قَالُوا قُصِرَتْ الصَّلَاةُ قَالَ وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَاهُ أَنْ يُكَلِّمَاهُ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ يُسَمَّى ذَا الْيَدَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَسِيتَ أَمْ قُصِرَتْ الصَّلَاةُ فَقَالَ لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ الصَّلَاةُ قَالَ كَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا نَعَمْ فَجَاءَ فَصَلَّى الَّذِي تَرَكَ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ قَالَ فَكَانَ مُحَمَّدٌ يُسْأَلُ ثُمَّ سَلَّمَ فَيَقُولُ نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ ثُمَّ سَلَّمَ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان "
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس أحد منكم ينجيه عمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي منه بمغفرة و...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها " وقال ابن ج...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المستبان ما قالا فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب " وقال ابن جعفر: " للبركة "
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر، وقال: " إنه لا يقدم شيئا، ولكنه يستخرج من البخيل " وقال ابن جعفر: " يستخرج به من البخيل "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويكفر به الخطايا؟ إسباغ الوضوء في المكاره، وكثرة الخطا إ...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يغار، المؤمن يغار، المؤمن يغار، والله أشد غيرا "