7202- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (٤٤٠) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٥٢) (٨٣) من طريق محمد بن أبي عدي، به.
وأخرجه مسلم (٥٢) (٨٣) ، وابن منده (٤٤٠) ، والبيهقي ١/٣٨٦-٣٨٧ من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، وابن منده (٤٤١) من طريق عبد الوهاب الخفاف وسليم بن أخضر، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، به.
ولم يذكر سليم بن أخضر في حديثه "الفقه يمان".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٣/٦٠ من طريق هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، به - مثل حديث سليم بن أخضر.
وسيأتي برقم (٧٦٢٧) و (٧٧٢٣) و (١٠١٣٤) و (١٠٣٢٧) و (١٠٣٢٨) و (١٠٩٨٣) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عنه، انظر (٧٤٣٢) و (٧٥٠٥) و (٨٩٤٢) و (١٠٥٢٧) و (١٠٩٨٢) ، وانظر أيضا (٧٦٥٢) و (٧٧٤٥) و (٨٨٤٦) و (٩٤٩٩) و (١٠٩٧٨) .
وفي الباب عن عقبة بن عامر، سيأتي في مسنده ٤/١٥٤، ولفظه: "أهل اليمن أرق قلوبا، وألين أفئدة، وأنجع طاعة".
وعن أبي مسعود البدري، سيأتي أيضا ٥/٢٧٣، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار بيده نحو اليمن، فقال: "الإيمان هاهنا، الإيمان هاهنا .
".
قوله: "الإيمان يمان"، قال أبو عمرو بن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" ص ٢١٢: ما ذكر من نسبة الإيمان إلى اليمن وأهله، قد صرفوه عن ظاهره من حيث
إن مبدأ الإيمان من مكة، ثم المدينة حرسهما الله، فحكى أبو عبيد إمام الغريب،
ثم من بعده، في ذلك أقوالا:
أحدها: أن المراد بذلك مكة، فإنه يقال: إن مكة من تهامة، ويقال: إن تهامة
من أرض اليمن.
والثاني: أن المراد مكة والمدينة، فإنه يروى في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية
اليمن، وهو يريد مكة والمدينة، فقال: "الإيمان يمان"، ونسبهما إلى اليمن لكونهما
حينئذ من ناحية اليمن، كما قالوا: الركن اليماني، وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن.
الثالث: ما ذهب إليه كثير من الناس، وهو أحسنها عند أبي عبيد: أن المراد
بذلك الأنصار، لأنهم يمانون في الأصل، فنسب إليهم لكونهم أنصاره.
وأنا أقول -والله الموفق-: لو جمع أبو عبيد، ومن سلك سبيله، طرق الحديث
بألفاظه كما جمعها مسلم وغيره وتأملوها، لصاروا إلى غير ما ذكروه ولما تركوا
الظاهر، ولقضوا بأن المراد بذلك: اليمن وأهل اليمن، على ما هو مفهوم من إطلاق
ذلك، إذ من ألفاظه: "أتاكم أهل اليمن"، والأنصار من جملة المخاطبين بذلك،
فهم إذا غيرهم.
وكلل لك قوله: "جاء أهل اليمن"، وإنما جاء حينئذ غير الأنصار، ثم إنه وصفهم
صلى الله عليه وسلم بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه قوله: "الإيمان يمان".
فكان ذلك نسبة
للايمان إلى من أتاهم من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة.
ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهرة وحمله على أهل اليمن حقيقة، لأن من
اتصف بشيء وقوي قيامه به، وتأكد اضطلاعه به، نسب ذلك الشيء إليه إشعارا
بتميزه به وكمال حاله فيه.
وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان، وحال الوافدين منهم في حياته
صلى الله عليه وسلم، وفي أعقاب موته، كأويس القرني، وأبي مسلم الخولاني، وأشباههما ممن سلمقلبه، وقوي إيمانه، فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي لذلك عن غيرهم، فلا منافاة بينه وبين قوله: "الإيمان في أهل الحجاز".
ثم إن المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ، لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه هذا، والله أعلم.
هذا هو الحق في ذلك، ونشكر الله سبحانه على هدايتنا له، والله أعلم.
وأما ما ذكر من "الفقه" و"الحكمة": فالفقه هاهنا: هو عبارة عن الفهم في الدين، واصطلح بعد ذلك الفقهاء والأصوليون على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها.
وأما "الحكمة": ففيها أقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة، وقد صفا لنا منها: أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالإحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك.
قوله: "يمان" و"يمانية": هو بالتخفيف من غير تشديد للياء عند جماهير أهل العربية، لأن الألف المزيدة فيه عوض من ياء النسب المشددة، فلا يجمع بينهما.
وقال ابن السيد في كتابه "الاقتضاب في شرح أدب الكتاب" (٢/١٨٣) : حكى أبو العباس المبرد وغيره: أن التشديد لغة.
قلت: وهذا غريب وإن كان هو المشهور المستعمل عند من لا عناية له بعلم العربية.
قلنا: وقد عقب النووي في "شرح مسلم" ٢/٣٣ على قول ابن الصلاح هذا بقوله: قد حكى الجوهري (انظر "الصحاح" ٦/٢٢١٩-٢٢٢٠) وصاحب "المطالع" وغيرهما من العلماء عن سيبويه: أنه حكى عن بعض العرب أنهم يقولون: اليماني، بالياء المشددة، وأنشد لأمية بن خلف:
يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائما لهب الشواظ
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
" الإيمان يمان ": أصله يمني - بتشديد الياء - للنسبة، ثم حذفت إحداهما، وعوض عنها الألف، وقيل: قدمت إحداهما، ثم قلبت ألفا فصار كقاض ، وعلى هذا فيمانية - بتخفيف الياء - ، وهو المشهور الأصح، وحكي تشديدها على الجمع بين العوض والمعوض عنه.
قيل: قال هذا القول وهو بتبوك، وأراد باليمن مكة والمدينة.
وقيل: قاله لأن الأنصار أصلهم من اليمن.
وقيل: لأن ابتداء الإيمان كان من مكة، وهو من اليمن.
قلت: كل ذلك لا يناسب أول الحديث، بل الوجه أنه قال ذلك لأن أهل اليمن أسرع إلى قبوله، وإجابة في طلبه وطلب الحكمة والفقه في الدين; فإنهم آمنوا وهاجروا لطلب الدين بلا سبق محاربة، والله تعالى أعلم.
ولعل المراد بالحكمة: علم أصول الإيمان، وبالفقه: علم فروعه، فبين أن الإيمان وتحقيق أصوله وفروعه له اختصاص بأهل اليمن; لما ذكرنا .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس أحد منكم ينجيه عمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي منه بمغفرة و...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها " وقال ابن ج...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المستبان ما قالا فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب " وقال ابن جعفر: " للبركة "
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر، وقال: " إنه لا يقدم شيئا، ولكنه يستخرج من البخيل " وقال ابن جعفر: " يستخرج به من البخيل "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويكفر به الخطايا؟ إسباغ الوضوء في المكاره، وكثرة الخطا إ...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يغار، المؤمن يغار، المؤمن يغار، والله أشد غيرا "
عن أبي هريرة، قال: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جنب، فمشيت معه، حتى قعد، فانسللت، فأتيت الرحل، فاغتسلت ثم جئت وهو قاعد، فقال: " أين كنت؟ " فقلت:...