1749-
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملا كان لأبي جهل، في رأسه برة فضة».
حسن، وتصريح ابن إسحاق في رواية الإمام أحمد (2362) وغيره فيه وقفة كما بيناه في تعليقنا على "المسند"، لكن ابن إسحاق لم ينفرد به، بل توبع عليه، فالحديث حسن إن شاء الله.
النفيلي: هو عبد الله بن محمد النفيلي القضاعي، ومجاهد: هو ابن جبر المخزومي.
وأخرجه ابن ماجه (3100) من طريق مقسم مولى ابن عباس، عن ابن عباس، وفي الإسناد إليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، يصلح حديثه للاعتبار.
وهو في "مسند أحمد" (2079) و (2362).
قال الخطابي: فيه من الفقه أن الذكران في الهدي جائزة، وقد روي عن ابن عمر أنه كان يكره ذلك في الإبل ويرى أن يهدى الإناث منها.
وفيه دليل على جواز استعمال اليسير من الفضة في لجم الراكب من الخيل وغيرها، والبرة: حلقة تجعل في أنف البعير، وتجمع على برين.
وقوله: يغيظ بذلك المشركين: معناه أن هذا الجمل كان معروفا بأبي جهل، فحازه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سلبه، فكان يغيظهم أن يروه في يده، وصاحبه قتيل سليب.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَهْدَى عَام الْحُدَيْبِيَة ) : بِالتَّخْفِيفِ عَلَى الْأَفْصَح وَهِيَ السَّنَة السَّادِسَة مِنْ الْهِجْرَة تَوَجَّهَ فِيهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّة لِلْعُمْرَةِ فَأَحْصَرَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ مَوْضِع مِنْ أَطْرَاف الْحِلّ وَقَضِيُّتُه مَشْهُورَة ( فِي هَدَايَا ) : أَيْ فِي جُمْلَة هَدَايَا ( جَمَلًا ) : نُصِبَ بِأَهْدَى وَفِي هَدَايَا صِلَة لَهُ , وَكَأَنَّ حَقّه أَنْ يَقُول فِي هَدَايَاهُ فَوَضَعَ الْمُظْهَر مَوْضِع الْمُضْمَر , وَالْمَعْنَى جَمَلًا كَائِنًا فِي هَدَايَاهُ كَانَ لِأَبِي جَهْل أَيْ عَمْرو بْن هِشَام الْمَخْزُومِيّ اِغْتَنَمَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَدْر ( فِي رَأْسه ) : أَيْ أَنْفه ( بُرَةُ فِضَّة ) : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَفَتْح الرَاءِ الْمُخَفَّفَة أَيْ حَلْقَة , وَالْمَعْنَى أَيْ فِي أَنْفه حَلْقَة فِضَّة فَإِنَّ الْبُرَةَ حَلْقَة صُفْر وَنَحْوه تُجْعَل فِي لَحْم أَنْف الْبَعِير.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : فِي أَحَد جَانِبَيْ الْمَنْخِرَيْنِ لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْأَنْف مِنْ الرَّأْس قَالَ فِي رَأْسه عَلَى الِاتِّسَاع ( قَالَ اِبْن مِنْهَال بُرَة مِنْ ذَهَبَ ) : وَيُمْكِن التَّعَدُّد بِاعْتِبَارِ الْمَنْخِرَيْنِ ( يَغِيظ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ ) : بِفَتْحِ حَرْف الْمُضَارِعَة أَيْ يُوصِل الْغَيْظ إِلَى قُلُوبهمْ فِي نَحْر ذَلِكَ الْجَمَل.
قُلْت : خَاتِمَة جَمَلِه أَجْمَل مِنْهُ فَإِنَّهَا نُحِرَتْ فِي سَبِيل اللَّه وَأَكَلَ مِنْهَا رَسُوله وَأَوْلِيَاؤُهُ , ثُمَّ نَظِير الْحَدِيث قَوْله تَعَالَى { لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّار } كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ ابْنِ إِسْحَقَ الْمَعْنَى قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَلًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ قَالَ ابْنُ مِنْهَالٍ بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ زَادَ النُّفَيْلِيُّ يَغِيظُ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «نحر عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «ذبح عمن اعتمر من نسائه بقرة بينهن»
عن ابن عباس، أن رسول الله الله عليه وسلم «صلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن، ثم سلت عنها الدم وقلدها بنعلين، ثم أتي برا...
عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، أنهما قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية «فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم»
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهدى غنما مقلدة»
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: أهدى عمر بن الخطاب نجيبا فأعطى بها ثلاث مائة دينار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أهديت ن...
عن عائشة، قالت: «فتلت قلائد بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم أشعرها، وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة فما حرم عليه شيء كان له حلا»...
أن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يهدي من المدينة فأفتل قلائد هديه، ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنب المحرم»
قالت أم المؤمنين: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدي فأنا فتلت قلائدها بيدي، من عهن كان عندنا، ثم أصبح فينا حلالا يأتي ما يأتي الرجل من أهله»