1860-
عن كعب بن عجرة، قال: أصابني هوام في رأسي وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، حتى تخوفت على بصري فأنزل الله سبحانه وتعالى في {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} [البقرة: 196] الآية.
فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين فرقا من زبيب أو انسك شاة»، فحلقت رأسي، ثم نسكت.
(1) 1861- عن كعب بن عجرة، في هذه القصة زاد أي ذلك فعلت أجزأ عنك (2)
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق - وهو ابن يسار المطلبي مولاهم - وقد صرح بسماعه فانتفت شبهة تدليسه.
لكن ذكر الزبيب فيه وهم، والمحفوظ فيه ذكر التمر، كما في الروايات السالفة.
وأخرجه البخاري (1815) و (1817) و (1818) و (4159) و (4191) و (6708)،
ومسلم (1201)، والترمذي (2973) و (3213) من طرق عن مجاهد بن جبر، ومسلم (1201)، والترمذي (3214) من طريق عبد الله بن معقل، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وأخرجه الترمذي (3212) من طريق مغيرة، عن مجاهد، عن كعب بن عجرة، به.
فلم يذكر في إسناده عبد الرحمن بن أبي ليلى، والصواب ذكره كما في رواية الباقين.
وهو في "مسند أحمد" (18108) و (18121).
(٢) إسناده صحيح.
وهو في "الموطأ" ١/ ٤١٧ من طريق يحيى بن يحيى الليثي، عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن أبي ليلى، به.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/ ٦٢ - ٦٣: وتابعه أبو المصعب، وابن بكير، والقعنبي، ومطرف، والشافعي، ومعن بن عيسى، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومصعب الزبيري، ومحمد بن المبارك الصوري، كل هؤلاء رووه عن مالك كما رواه يحيى، لم يذكروا مجاهدا في إسناد هذا الحديث.
ورواه ابن وهب، وابن القاسم، ومكي بن إبراهيم، عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة.
وذكر الطحاوي أن القعنبي رواه هكذا كما رواه ابن وهب، وابن القاسم فذكر فيه مجاهدا.
وقال: إن الصواب في إسناد هذا الحديث قول من جعل فيه مجاهدا بين عبد الكريم وبين ابن أبي ليلى، ومن أسقطه، فقد أخطأ فيه - والله أعلم.
وزعم الشافعي أن مالكا هو الذي وهم فيه، فرواه عن عبد الكريم، عن ابن أبي ليلى، وأسقط من إسناده مجاهدا.
وقال: إن عبد الكريم لم يلق ابن أبي ليلى ولا رآه، والحديث محفوط لمجاهد عن ابن أبي ليلى من طرق شتى صحاح كلها، وهذا عند أهل الحديث أبين من أن يحتاج فيه إلى استشهاد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٣٨٢٠) من طريق ابن القاسم، عن مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب ابن عجرة، به.
وأخرجه ابن ماجه (٣٠٧٩) من طريق عبد الله بن معقل، عن كعب، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٨١٠٦)، و "صحيح ابن حبان" (٣٩٨٣).
وانظر ما سلف برقم (١٨٥٦).
تنبيه: هذا الحديث أثبتناه من (هـ) وهي برواية ابن داسه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( هَوَامّ ) : جَمْع هَامَّة بِتَشْدِيدِ الْمِيم ( حَتَّى تَخَوَّفْت ) : مِنْ كَثْرَة الْقَمْل وَالْأَذَى بِأَنَّهُ يُضْعِف الدِّمَاغ وَيُزِيل قُوَّته ( عَلَى بَصَرِي ) : مُتَعَلِّق بِتَخَوَّفْت أَيْ عَلَى ذَهَاب بَصَرِي ( فِي ) : أَيْ فِي شَأْنِي ( { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ } الْآيَة ) : { فَفِدْيَة مِنْ صِيَام أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك } ( فَرَقًا مِنْ زَبِيب ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَالْفَرَق سِتَّة عَشَر رَطْلًا , وَهُوَ ثَلَاثَة أَصْوَاع أَمَرَهُ أَنْ يُقَسِّمهُ بَيْن سِتَّة مَسَاكِين , فَهَذَا فِي الزَّبِيب نَصّ كَمَا نَصّ فِي التَّمْر.
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ : إِذَا تَصَدَّقَ بِالْبُرِّ أَطْعَمَ ثَلَاثَة أَصْوَاع بَيْن سِتَّة مَسَاكِين لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمْ نِصْف صَاع فَإِنْ أَطْعَمَ تَمْرًا أَوْ زَبِيبًا أَطْعَمَ صَاعًا صَاعًا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا خِلَاف السُّنَّة وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث ذِكْر التَّمْر مِقْدَار نِصْف صَاع , فَلَا مَعْنَى لِخِلَافِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَابه نَحْوًا مِنْ قَوْل سُفْيَان.
وَالْحُجَّة عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ نَصّ الْحَدِيث.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَإِنْ حَلَقَهُ نَاسِيًا فَإِنَّ الشَّافِعِيّ يُوجِب عَلَيْهِ الْفِدْيَة كَالْعَمْدِ سَوَاء وَهُوَ قَوْل أَبِي حَنِيفَة وَأَصْحَابه وَالثَّوْرِيِّ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْن عَمْده وَخَطَئِهِ لِأَنَّهُ إِتْلَاف شَيْء لَهُ حُرْمَة كَالصَّيْدِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ : إِنْ تَطَيَّبَ نَاسِيًا , فَلَا شَيْء عَلَيْهِ.
وَسَوَّى أَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَابه فِي الطِّيب وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْن عَمْده وَخَطَئِهِ وَرَأَوْا فِيهِ الْفِدْيَة كَالْحَلْقِ وَالصَّيْد.
وَقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : لَا شَيْء عَلَى مَنْ حَلَقَ رَأْسه نَاسِيًا ( أَوْ اُنْسُكْ ) : أَيْ اِذْبَحْ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
قُلْت : صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ.
( فَعَلْت أَجْزَأَ عَنْك ) : هَذَا الْحَدِيث وُجِدَ فِي النُّسْخَتَيْنِ وَذَكَرَهُ الْحَافِظ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَاف وَعَزَاهُ إِلَى أَبِي دَاوُدَ , ثُمَّ قَالَ : حَدِيث الْقَعْنَبِيّ فِي رِوَايَة أَبِي الْحَسَن بْن الْعَبْد وَأَبِي بَكْر بْن دَاسَة وَلَمْ يَذْكُرهُ أَبُو الْقَاسِم اِنْتَهَى.
كَذَا فِي الْغَايَة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ أَصَابَنِي هَوَامُّ فِي رَأْسِي وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ حَتَّى تَخَوَّفْتُ عَلَى بَصَرِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِيَّ { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ } الْآيَةَ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي احْلِقْ رَأْسَكَ وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ فَرَقًا مِنْ زَبِيبٍ أَوْ انْسُكْ شَاةً فَحَلَقْتُ رَأْسِي ثُمَّ نَسَكْتُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ زَادَ أَيُّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ
عن عكرمة، قال: سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل».<br>(1) 1863- عن الحجاج...
عن عمرو بن ميمون، قال: سمعت أبا حاضر الحميري، يحدث أبي ميمون بن مهران، قال: خرجت معتمرا عام حاصر أهل الشام ابن الزبير بمكة وبعث معي رجال من قومي بهدي...
أن ابن عمر، كان «إذا قدم مكة بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل، ثم يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله»
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يدخل مكة من الثنية العليا» قالا: عن يحيى، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان «يدخل مكة من كداء من ثنية البطح...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح من كداء من أعلى مكة، ودخل في العمرة من كدى»
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها»
عن المهاجر المكي، قال: سئل جابر بن عبد الله، عن " الرجل يرى البيت يرفع يديه، فقال: «ما كنت أرى أحدا يفعل هذا إلا اليهود وقد حججنا مع رسول الله صلى الل...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم «لما دخل مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام» يعني يوم الفتح