1883- عن يعلى، قال: «طاف النبي صلى الله عليه وسلم مضطبعا ببرد أخضر»
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - لم يسمعه من ابن يعلى، وقد دلسه عنه، والواسطة بينهما عبد الحميد بن جبير وهو ثقة من رجال الشيخين، سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وابن يعلى: هو صفوان بن يعلى التميمي، ذكره الحافظ المزي في "التهذيب" 34/ 484 فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه وقال: إن لم يكن صفوان بن يعلى فلا أدري من هو.
قلنا: وصفوان ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (2954)، والترمذي (875) من طريقين عن سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الحميد، عن ابن يعلى، عن أبيه، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (17956).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( طَافَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعًا ) : مِنْ الضَّبْع بِسُكُونِ الْبَاء وَهُوَ وَسَط الْعَضُد , وَقِيلَ هُوَ مَا تَحْت الْإِبْط , وَالِاضْطِبَاع أَنْ يَأْخُذ الْإِزَار أَوْ الْبُرْد فَيَجْعَل وَسَطه تَحْت إِبْطه الْأَيْمَن وَيُلْقِي طَرَفه عَلَى كَتِفه الْأَيْسَر مِنْ جِهَتَيْ صَدْره وَظَهْره وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِإِبْدَاءِ الضَّبْعَيْنِ.
قِيلَ : إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ إِظْهَارًا لِلتَّشَجُّعِ , كَالرَّمَلِ فِي الطَّوَاف قَالَهُ الطِّيبِيُّ.
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم : قَوْله مُضْطَبِعًا هُوَ اِفْتِعَال مِنْ الضَّبْع بِإِسْكَانِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَهُوَ الْعَضُد , وَهُوَ أَنْ يُدْخِل إِزَاره تَحْت إِبْطه الْأَيْمَن وَيَرُدّ طَرَفه عَلَى مَنْكِبه الْأَيْسَر وَيَكُون مَنْكِبه الْأَيْمَن مَكْشُوفًا وَكَذَا فِي شَرْح الْبُخَارِيّ لِلْحَافِظِ.
وَهَذِهِ الْهَيْئَة هِيَ الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس الْآتِي.
وَالْحِكْمَة فِي فِعْله أَنَّهُ يُعِين عَلَى إِسْرَاع الْمَشْي.
وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى اِسْتِحْبَابه الْجُمْهُور سِوَى مَالِك قَالَهُ اِبْن الْمُنْذِر.
وَقَالَ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ : وَإِنَّمَا يُسْتَحَبّ الِاضْطِبَاع فِي طَوَاف يُسَنّ فِيهِ الرَّمَل ( بِبُرْدٍ أَخْضَر ) : وَلَفْظ أَحْمَد فِي مُسْنَده : وَهُوَ مُضْطَبِع بِبُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.
وَقَالَ حَسَن صَحِيح.
وَلَيْسَ فِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ : أَخْضَر.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ ابْنِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى قَالَ طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه «اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم قد قذفوها على عواتقهم اليسرى»
عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت وأن ذلك سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: وما صدقوا، وما كذبوا،...
عن ابن عباس، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد وهنتهم حمى يثرب فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شرا فأطلع الله...
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: «فيم الرملان اليوم والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام، ونفى الكفر وأهله مع ذلك لا ندع شيئا...
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم " اضطبع فاستلم وكبر، ثم رمل ثلاثة أطواف وكانوا، إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مشوا، ثم يطلعون عليهم...
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه «اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت ثلاثا، ومشوا أربعا»
عن نافع، أن ابن عمر، «رمل من الحجر إلى الحجر، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك»
عن عبد الله بن السائب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بين الركنين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»