حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الجنائز باب الأمراض المكفرة للذنوب (حديث رقم: 3089 )


3089- عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني رجل من أهل الشام، يقال له: أبو منظور، عن عمه، قال: حدثني عمي، عن عامر الرام، أخي الخضر - قال أبو داود: قال النفيلي: هو الخضر، ولكن كذا قال - قال: إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء، وهو جالس عليه، وقد اجتمع إليه أصحابه، فجلست إليهم، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام، فقال: «إن المؤمن إذا أصابه السقم، ثم أعفاه الله منه، كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير، عقله أهله، ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه، ولم يدر لم أرسلوه» فقال رجل ممن حوله: يا رسول الله، وما الأسقام؟ والله ما مرضت قط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قم عنا، فلست منا»، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء، وفي يده شيء قد التف عليه، فقال: يا رسول الله، إني لما رأيتك أقبلت إليك فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن، معهن فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي، قال: «ضعهن عنك» فوضعتهن، وأبت أمهن إلا لزومهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها؟» قالوا: نعم، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فوالذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن» فرجع بهن

أخرجه أبو داوود


إسناده ضعيف لجهالة أبي منظور وعمه، وقد روى هذا الحديث ابن الأثير في "أسد الغابة" من طريق المصنف، فقال: عن أبي منظور، عن عمه، عن عامر الرامي، وكذلك رواه المزي في ترجمة عامر الرامي في "تهذيب الكمال" من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، قال الحافظ في "النكت الظراف" ٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧: ليس بين الروايتين اختلاف، إلا أن ظاهر الرواية أنه عن أبي منظور: عن عمه، عن عمه، مرتين، وليس ذلك المراد، وإنما المراد أن الراوي بعد أن قال: عن عمه، بالعنعنة بين أن عمه صرح له بالحديث، فقال: حدثني عمي، بعد أن قاله بلفظ: عن عمه.
وأخرجه تاما ومختصرا ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (٢٠)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧، وابن السكن كما في "الإصابة" للحافظ ٣/ ٦٠٦، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٣٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٥٨، والبغوي في شرح السنة" (١٤٤٠)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٣/ ١٢١، والمزي في ترجمة عامر الرامي من "تهذيب الكمال" ٤/ ٨٦ - ٨٧ من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري معلقا في "التاريخ الكبير" ٦/ ٤٤٦ عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، حدثني الحسن بن عمارة، عن أبي منظور، عن عمه، عن عامر الخضر الرام.
قال الحافظ في "الإصابة" ٣/ ٦٠٦: هذا يدل على وهم أبي أويس، أو يكون ابن إسحاق سمعه من الحسن، عن أبي منظور.
وفي باب أن الأمراض والبلاء فيهما تكفير للذنوب عن عدد من الصحابة، منها: عن أنس بن مالك عند الترمذي (٢٥٥٩)، وابن ماجه (٤٠٣١) رفعه، ولفظه: "إن عظم الجزاء مع عظم النبلاء، فإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وحسنه الترمذي.
ونحو هذا اللفظ عن محمود بن لبيد عند أحمد (٢٣٦٢٣) وإسناده جيد.
وعن عائشة عند البخاري (٥٦٤٠)، ومسلم (٢٥٧٢) رفعته: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها" وسيأتي عند المصنف نحوه برقم (٣٠٩٣).
وعن أبي هريرة عند البخاري (٥٦٤١) و (٥٦٤٢)، ومسلم (٢٥٧٣) رفعه: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه، وفي رواية لأبي هريرة عند البخاري (٥٦٤٥) رفعه: "من يرد الله به خيرا يصب منه".
وفي رواية لأبي هريرة عند ابن ماجه (٢٥٦٢) رفعه: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله، وما عليه خطيئة".
وإسناده حسن.
وعن عبد الله بن مسعود عند البخاري (٥٦٦٠)، ومسلم (٢٥٧١) رفعه: "ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها".
وعن سعد بن أبي وقاص عند ابن ماجه (٤٠٢٣)، والترمذي (٢٥٦١)، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٣٩) قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة".
وهو حديث صحيح.
وعن أم العلاء سيأتي عند المصنف برقم (٣٠٩٢).
وفي باب أن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها عن عمر بن الخطاب عند البخاري (٥٩٩٩)، ومسلم (٢٧٥٤)، قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فالصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أترون هذه طارحة ولدها في النار؟! قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: "الله أرحم بعباده من هذه بولدها".

شرح حديث ( إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه )

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( أَبُو مَنْظُور ) ‏ ‏: قَالَ فِي الْخُلَاصَة : أَبُو مَنْظُور عَنْ عَمّه وَعَنْهُ اِبْن إِسْحَاق مَجْهُول.
وَعَامِر الرَّام صَحَابِيٌّ لَهُ حَدِيث رَوَاهُ أَبُو مَنْظُور عَنْ عَمّه عَنْهُ اِنْتَهَى وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب : عَامِر الرَّامِي الْمُحَارِبِيّ صَحَابِيّ لَهُ حَدِيث يُرْوَى بِإِسْنَادٍ مَجْهُول , وَأَبُو مَنْظُور الشَّامِّي مَجْهُول مِنْ السَّادِسَة اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْإِصَابَة : قَالَ الْبُخَارِيّ : وَأَبُو مَنْظُور لَا يُعْرَف إِلَّا بِهَذَا اِنْتَهَى ‏ ‏( عَنْ عَمّه قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي عَنْ عَامِر ) ‏ ‏: هَكَذَا فِي جَمِيع النُّسَخ الْحَاضِرَة أَيْ أَبُو مَنْظُور يَرْوِي عَنْ عَمّه , وَعَمّ أَبِي مَنْظُور يَرْوِي عَنْ عَمّه , وَعَمّ عَمّه يَرْوِي عَنْ عَامِر الرَّام , فَبَيْن أَبِي مَنْظُور وَعَامِر وَاسِطَتَانِ الْأَوَّل عَمّ أَبِي مَنْظُور وَالثَّانِي عَمّ عَمّه وَكِلَاهُمَا مَجْهُولَانِ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ.
فِي التَّرْغِيب : وَالْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَفِي إِسْنَاده رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ اِنْتَهَى لَكِنْ فِي أُسْد الْغَابَة هَذَا الْإِسْنَاد هَكَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد الْوَهَّاب بْن عَلِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ أَبِي مَنْظُور عَنْ عَمّه عَامِر الرَّامِي أَخِي الْخُضْر.
وَلَفْظ الْإِصَابَة فِي تَمْيِيز الصَّحَابَة : وَرَوَى أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق عَنْ أَبِي مَنْظُور عَنْ عَمّه عَامِر الرَّامِي.
فَفِي هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ بِحَذْفِ الْوَاسِطَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ وَأَنَّ عَامِرًا هُوَ عَمّ لِأَبِي مَنْظُور.
وَقَالَ الْمِزِّي فِي الْأَطْرَاف : مُسْنَد عَامِر الرَّام أَخِي الْخُضْر قَبِيلَة مِنْ مُحَارِب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث : " إِنِّي لَبِبِلَادِنَا إِذْ رُفِعَتْ لَنَا رَايَات وَأَلْوِيَة " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد فِي الْجَنَائِز عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ عَنْ مُحَمَّد اِبْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي رَجُل مِنْ أَهْل الشَّام يُقَال لَهُ أَبُو مَنْظُور الشَّامِي عَنْ عَمّه قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي عَنْ عَامِر الرَّام , وَرَوَاهُ مُحَمَّد اِبْن حَمِيد الرَّازِّيّ عَنْ سَلَمَة بْن الْفَضْل عَنْ اِبْن إِسْحَاق عَنْ أَبِي مَنْظُور الشَّامِيّ عَنْ عَمّه عَنْ عَامِر اِنْتَهَى.
‏ ‏( عَنْ عَامِر الرَّام ) ‏ ‏: بِحَذْفِ الْيَاء تَخْفِيفًا كَمَا فِي الْمُتَعَال ‏ ‏( أَخِي الْخُضْر ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْخَاء وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَتَيْنِ الْمُحَارِبِيّ مِنْ وَلَد مَالِك بْن مُطَرِّف بْن خَلْف بْن مُحَارِب , وَكَانَ يُقَال لِوَلَدِ مَالِك الْخُضْر لِأَنَّهُ كَانَ شَدِيد الْأُدْمَة وَكَانَ عَامِر رَامِيًا حَسَن الرَّمْي فَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ الرَّامِي.
قَالَهُ فِي الْإِصَابَة.
‏ ‏وَقَالَ فِي تَاج الْعَرُوس : الْخُضْر بِالضَّمِّ قَبِيلَة.
وَهُمْ رُمَاة مَشْهُورُونَ وَمِنْهُمْ عَامِر الرَّامِي أَخُو الْخُضْر وَصَخْر اِبْن الْجَعْد وَغَيْرهمَا اِنْتَهَى.
قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي أُسْد الْغَابَة وَالذَّهَبِيّ فِي تَجْرِيد أَسْمَاء الصَّحَابَة : عَامِر الرَّامِي الْخُضْرِيّ وَالْخُضْر قَبِيلَة مِنْ قَيْس غَيْلَان ثُمَّ مِنْ مُحَارِب اِبْن خُصْفَة بْن قَيْس بْن عَيْلَانَ وَهُمْ وَلَد مَالِك اِبْن طَرِيف بْن خَلْف بْن مُحَارِب قِيلَ لِمَالِك وَأَوْلَاده الْخُضْر لِأَنَّهُ كَانَ آدَم وَكَانَ عَامِر أَرْمَى الْعَرَب اِنْتَهَى ‏ ‏( قَالَ النُّفَيْلِيّ هُوَ الْخُضْر ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْخَاء وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَتَيْنِ ‏ ‏( وَلَكِنْ كَذَا قَالَ ) ‏ ‏الرَّاوِي أَيْ بِفَتْحِ الْخَاء وَكَسْر الضَّاد.
وَالْمَعْنَى أَنَّا حَفِظْنَا لَفْظ الْخُضْر بِفَتْحِ الْخَاء وَكَسْر الضَّاد لَكِنْ الصَّحِيح أَنَّهُ بِضَمِّ الْخَاء وَسُكُون الضَّاد كَذَا قَالَهُ بَعْض الْأَعْلَام فِي حَاشِيَته عَلَى كِتَاب التَّرْغِيب ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: الرَّاوِي ‏ ‏( رَايَات وَأَلْوِيَة ) ‏ ‏: قَالَ فِي الْمِصْبَاح الْمُنِير : لِوَاء الْجَيْش عَلَمه وَهُوَ دُون الرَّايَة وَالْجَمْع أَلْوِيَة ‏ ‏( فَأَتَيْته ) ‏ ‏: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( وَهُوَ ) ‏ ‏: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( جَالِس عَلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ عَلَى الْكِسَاء ‏ ‏( وَقَدْ اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( الْأَسْقَام ) ‏ ‏: جَمْع سَقَم أَيْ الْأَمْرَاض وَثَوَابهَا ‏ ‏( إِذَا أَصَابَهُ السَّقَم ) ‏ ‏: بِفَتْحَتَيْنِ وَبِضَمٍّ فَسُكُون ‏ ‏( ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّه ) ‏ ‏: أَيْ عَافَاهُ اللَّه ‏ ‏( مِنْهُ ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ ذَلِكَ السَّقَم ‏ ‏( كَانَ ) ‏ ‏أَيْ السَّقَم وَالصَّبْر عَلَيْهِ ‏ ‏( وَمَوْعِظَة لَهُ ) ‏ ‏: أَيْ تَنْبِيهًا لِلْمُؤْمِنِ فَيَتُوب وَيَتَّقِي ‏ ‏( فِيمَا يَسْتَقْبِل ) ‏ ‏: مِنْ الزَّمَان.
قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ إِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِن ثُمَّ عُوفِيَ تَنَبَّهَ وَعَلِمَ أَنَّ مَرَضه كَانَ مُسَبَّبًا عَنْ الذُّنُوب الْمَاضِيَة فَيَنْدَم وَلَا يَقْدَم عَلَى مَا مَضَى فَيَكُون كَفَّارَة لَهَا ‏ ‏( وَإِنَّ الْمُنَافِق ) ‏ ‏: وَفِي مَعْنَاهُ الْفَاسِق الْمُصِرّ ‏ ‏( إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ ) ‏ ‏: بِمَعْنَى عُوفِيَ الِاسْم مِنْهُ الْعَافِيَة ‏ ‏( كَانَ ) ‏ ‏: أَيْ الْمُنَافِق فِي غَفْلَته ‏ ‏( عَقَلَهُ أَهْله ) ‏ ‏: أَيْ شَدُّوهُ وَقَيَّدُوهُ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ الْمَرَض اِسْتِئْنَاف مُبَيِّن لِوَجْهِ الشَّبَه ‏ ‏( ثُمَّ أَرْسَلُوهُ ) ‏ ‏: أَيْ أَطْلَقُوهُ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ الْعَافِيَة ‏ ‏( فَلَمْ يَدْرِ ) ‏ ‏: أَيْ لَمْ يَعْلَم ‏ ‏( لِمَ ) ‏ ‏: أَيْ لِأَيِّ سَبَب ‏ ‏( عَقَلُوهُ وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ ) ‏ ‏: يَعْنِي أَنَّ الْمُنَافِق لَا يَتَّعِظ وَلَا يَتُوب فَلَا يُفِيد مَرَضه لَا فِيمَا مَضَى وَلَا فِيمَا يُسْتَقْبَل , فَأُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ أُولَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ ‏ ‏( وَمَا الْأَسْقَام ) ‏ ‏: قَالَ الطِّيبِيُّ : عَطْف عَلَى مُقَدَّر , أَيْ عَرَفْنَا مَا يَتَرَتَّب عَلَى الْأَسْقَام وَمَا الْأَسْقَام ‏ ‏( قُمْ عَنَّا ) ‏ ‏: أَيْ تَنَحَّ وَابْعُدْ ‏ ‏( فَلَسْت مِنَّا ) ‏ ‏: أَيْ لَسْت مِنْ أَهْل طَرِيقَتنَا حَيْثُ لَمْ تُبْتَلَ بِبَلِيَّتِنَا ‏ ‏( قَدْ اِلْتَفَّ عَلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ لَفَّ الرَّجُل كِسَاءَهُ عَلَى هَذَا الشَّيْء ‏ ‏( فَقَالَ ) ‏ ‏: الرَّجُل ‏ ‏( بِغَيْضَة شَجَر ) ‏ ‏: أَيْ بِمَجْمَعِ شَجَر.
قَالَ فِي الْمِصْبَاح الْمُنِير : الْغَيْضَة الْأَجَمَة وَهِيَ الشَّجَر الْمُلْتَفّ وَجَمْعه غِيَاض ‏ ‏( فَسَمِعْت فِيهَا ) ‏ ‏: أَيْ فِي الْغَيْضَة ‏ ‏( فِرَاخ طَائِر ) ‏ ‏: بِكَسْرِ الْفَاء جَمْع فَرْخ وَهُوَ وَلَد الطَّائِر ‏ ‏( فَأَخَذْتهنَّ ) ‏ ‏: أَيْ الْفِرَاخ ‏ ‏( فَوَضَعْتهنَّ ) ‏ ‏: أَيْ الْفِرَاخ ‏ ‏( فَكَشَفْت لَهَا ) ‏ ‏: أَيْ لِأُمّ الْفِرَاخ ‏ ‏( عَنْهُنَّ ) ‏ ‏: أَيْ عَنْ الْفِرَاخ ‏ ‏( فَوَقَعَتْ ) ‏ ‏: أُمّ الْفِرَاخ ‏ ‏( عَلَيْهِنَّ ) ‏ ‏: أَيْ عَلَى الْفِرَاخ ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( ضَعْهُنَّ ) ‏ ‏: أَيْ الْفِرَاخ ‏ ‏( لِرُحُم أُمّ الْأَفْرَاخ ) ‏ ‏: قَالَ فِي الْقَامُوس : وَالرُّحُم بِالضَّمِّ وَبِضَمَّتَيْنِ التَّعَطُّف اِنْتَهَى ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ ‏ ‏( اِرْجِعْ بِهِنَّ ) ‏ ‏: أَيْ بِالْفِرَاخِ ‏ ‏( فَرَجَعَ ) ‏ ‏: الرَّجُل ‏ ‏( بِهِنَّ ) ‏ ‏: أَيْ بِالْفِرَاخِ مِنْ مَجْلِس النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَوْضِعهنَّ.
‏ ‏وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.


حديث إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ ‏ ‏الشَّامِ ‏ ‏يُقَالُ لَهُ ‏ ‏أَبُو مَنْظُورٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمِّهِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏عَمِّي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَامِرٍ الرَّامِ ‏ ‏أَخِي ‏ ‏الْخَضِرِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏قَالَ ‏ ‏النُّفَيْلِيُّ هُوَ الْخُضْرُ ‏ ‏وَلَكِنْ كَذَا قَالَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِنِّي لَبِبِلَادِنَا إِذْ رُفِعَتْ لَنَا ‏ ‏رَايَاتٌ ‏ ‏وَأَلْوِيَةٌ ‏ ‏فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا ‏ ‏لِوَاءُ ‏ ‏رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ تَحْتَ شَجَرَةٍ قَدْ بُسِطَ لَهُ كِسَاءٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ وَقَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْأَسْقَامَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ ‏ ‏السَّقَمُ ‏ ‏ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ ‏ ‏عَقَلَهُ ‏ ‏أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَمْ يَدْرِ لِمَ ‏ ‏عَقَلُوهُ ‏ ‏وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ‏ ‏الْأَسْقَامُ ‏ ‏وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏قُمْ عَنَّا فَلَسْتَ مِنَّا فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ كِسَاءٌ وَفِي يَدِهِ شَيْءٌ قَدْ الْتَفَّ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكَ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَمَرَرْتُ ‏ ‏بِغَيْضَةِ ‏ ‏شَجَرٍ فَسَمِعْتُ فِيهَا أَصْوَاتَ فِرَاخِ طَائِرٍ فَأَخَذْتُهُنَّ فَوَضَعْتُهُنَّ فِي كِسَائِي فَجَاءَتْ أُمُّهُنَّ فَاسْتَدَارَتْ عَلَى رَأْسِي فَكَشَفْتُ لَهَا عَنْهُنَّ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِنَّ مَعَهُنَّ فَلَفَفْتُهُنَّ بِكِسَائِي فَهُنَّ أُولَاءِ مَعِي قَالَ ضَعْهُنَّ عَنْكَ فَوَضَعْتُهُنَّ وَأَبَتْ أُمُّهُنَّ إِلَّا لُزُومَهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لِأَصْحَابِهِ أَتَعْجَبُونَ لِرُحْمِ أُمِّ الْأَفْرَاخِ فِرَاخَهَا قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أُمِّ الْأَفْرَاخِ بِفِرَاخِهَا ارْجِعْ بِهِنَّ حَتَّى تَضَعَهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُنَّ وَأُمُّهُنَّ مَعَهُنَّ فَرَجَعَ بِهِنَّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمل...

عن إبراهيم بن مهدي السلمي - عن أبيه، عن جده - وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد...

كتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم

عن أبي موسى، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، ولا مرتين يقول: «إذا كان العبد يعمل عملا صالحا، فشغله عنه مرض، أو سفر، كتب له كصالح ما كان ي...

إن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خ...

عن أم العلاء، قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة، فقال: «أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه، كما تذهب النار خبث ا...

إن المؤمن تصيبه النكبة أو الشوكة فيكافأ بأسوء عمله

عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن؟ قال: «أية آية يا عائشة؟»، قالت: قول الله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: ١٢٣]، ق...

خرج يعود عبد الله بن أبي في مرضه الذي مات فيه

عن أسامة بن زيد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود عبد الله بن أبي، في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت، قال: «قد كنت أنهاك عن...

مرض غلاماً من اليهود فعاده النبي ﷺ وقال له أسلم

عن أنس، أن غلاما، من اليهود كان مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه، وهو عند رأسه، فقال له أبوه: أطع أ...

كان يعوده ليس براكب بغل ولا برذون

عن جابر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ليس براكب بغل ولا برذون»

من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم، مسيرة سبعين خريفا» قلت: يا أبا حمز...

ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف م...

عن علي، قال: «ما من رجل يعود مريضا ممسيا، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا، خرج معه سبعون ألف ملك...