3527- عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله تعالى» قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» وقرأ هذه الآية {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: ٦٢]
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، فإن أبا زرعة بن عمرو بن جرير لم يدرك عمر بن الخطاب، ولهذا قال البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٥٨٤): أبو زرعة عن عمر مرسلا، وكذلك قال المزي في "تهذيب الكمال"، وابن كثير في "تفسيره " ٤/ ٢١٤.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للحافظ الزيلعي ٢/ ١٣٠، والطبري في "تفسيره" (١٧٧١٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٨٥٨٥)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" كما في "تخريج أحاديث الكشاف"، وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (٤٨) من طريق جرير ابن عبد الحميد، والطيالسي في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف"، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٥، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٥٥٢ - ٥٥٣، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" من طريق قيس بن الربيع، كلاهما (جرير وقيس) عن عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (٤٧٥) عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي سنان سعيد بن سنان، عن عمرو بن مرة، عن طلق بن حبيب، عن عمر بن الخطاب.
وهذا منقطع أيضا، فإن طلقا لم يدرك عمر بن الخطاب.
وأخرجه أبو يعلى (٦١١٠)، وابن حبان (٥٧٣) من طريق محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١١١٧٢) من طريق محمد بن فضيل، عن أبيه وعمارة بن القعقاع، كلاهما عن أبي زرعة، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (١٧٧١٣) من طريق محمد بن فضيل، عن أبيه، عن عمارة، به.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند الطيالسي (٥٧١)، وأحمد (٢٢٠٠٢) و (٢٢٠٨٠)، والطحاوي (٣٨٩٢) و (٣٨٩٤) و (٣٨٩٥)، والشاشي في "مسنده" (١٣٨٢)، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (١٤٥) - (١٤٩) و (١٥١)، والحاكم ٤/ ١٧٠، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/ ٢٠٦.
وهو حديث صحيح.
وآخر من حديث عبد الله بن عمر عند الحاكم ٤/ ١٧٠ - ١٧١.
وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي: قلنا: إسناده حسن.
ونالت من حديث أبي الدرداء أورده المنذرى في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٢١، وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن.
ورابع من حديث أبي أمامة أورده المنذري ٤/ ٢٠، وقال: رواه الطبراني وإسناده جيد، وكذلك قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٧٧.
تنبيه: هذا الحديث أثبتاه من (هـ)، وهي برواية أبي بكر ابن داسه.
وأشار إليه المزي في "الأطراف" (١٠٦٦١).
قال الخطابي: قوله: "تحابوا بروح الله" أي: بالقرآن، لأن القلوب تحيا به كما تكون حياة النفوس والأبدان بالأرواح.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( حَدَّثَنَا زُهَيْر بْن حَرْب وَعُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة إِلَخْ ) : هَذَا الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ وَأَكْثَرهَا خَالِيَة عَنْهُ , وَلَيْسَ فِي نُسْخَة الْمُنْذِرِيّ أَيْضًا , وَلَكِنَّهُ قَدْ كَتَبَ فِي هَامِشهَا وَقَالَ الْكَاتِب فِي آخِره قَالَ فِي الْأُمّ الْمَنْقُول مِنْهَا مَا لَفْظه صَحَّ مِنْ نُسْخَة السَّمَاع اِنْتَهَى.
قُلْت : الْحَدِيث لَيْسَ مِنْ رِوَايَة اللُّؤْلُؤِيّ إِنَّمَا هُوَ مِنْ رِوَايَة اِبْن دَاسَةَ.
قَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : أَبُو زُرْعَة بْن عَمْرو بْن جَرِير بْن عَبْد اللَّه الْجَبَلِيّ عَنْ عَمْرو لَمْ يُدْرِكهُ حَدِيث " إِنَّ مِنْ عِبَاد اللَّه لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاء " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْبُيُوع عَنْ زُهَيْر بْن حَرْب وَعُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة كِلَاهُمَا عَنْ جَرِير عَنْ عِمَارَة بْن الْقَعْقَاع عَنْهُ بِهِ , لَمْ يَذْكُرهُ أَبُو الْقَاسِم وَهُوَ فِي رِوَايَة أَبِي بَكْر بْن دَاسَةَ.
اِنْتَهَى كَلَام الْمِزِّيّ.
وَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيث الْإِمَام الْخَطَّابِيّ فِي مَعَالِم السُّنَن لِأَنَّهُ شَرْح عَلَى رِوَايَة اِبْن دَاسَةَ.
وَذَكَرَهُ الْمُنْذِرِيّ فِي كِتَاب التَّرْغِيب فِي بَاب الْحُبّ فِي اللَّه تَعَالَى وَاقْتَصَرَ بَعْد إِيرَاد الْحَدِيث عَلَى قَوْله أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد اِنْتَهَى , لَكِنْ الْحَدِيث لَيْسَ لَهُ مُنَاسَبَة بِبَابِ الرَّهْن , وَلِذَا قَالَ الْخَطَّابِيّ فِي مَعَالِم السُّنَن.
ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثًا لَا يَدْخُل فِي أَبْوَاب الرَّهْن ثُمَّ ذَكَرَ الْخَطَّابِيّ الْحَدِيث ( تُخْبِرنَا ) : بِصِيغَةِ الْخِطَاب وَفِي مَعَالِم السُّنَن وَالتَّرْغِيب " فَخَبِّرْنَا " بِصِيغَةِ الْأَمْر ( هُمْ قَوْم تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّه ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَسَرُّوهُ الْقُرْآن وَعَلَى هَذَا يُتَأَوَّل قَوْله عَزَّ وَجَلَّ { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا } سَمَّاهُ رُوحًا وَاَللَّه أَعْلَم لِأَنَّ الْقُلُوب تَحْيَا بِهِ كَمَا يَكُون حَيَاة النُّفُوس وَالْأَبَدَانِ بِالْأَرْوَاحِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْمَجْمَع : بِضَمِّ الرَّاء أَيْ بِالْقُرْآنِ وَمُتَابَعَته , وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ الْمَحَبَّة أَيْ يَتَحَابُّونَ بِمَا أَوْقَعَ اللَّه فِي قُلُوبهمْ مِنْ الْمَحَبَّة الْخَالِصَة لِلَّهِ تَعَالَى ( إِنَّ وُجُوههمْ لَنُور ) : أَيْ مُنَوَّرَة أَوْ ذَات نُور ( لَعَلَى نُور ) : أَيْ عَلَى مَنَابِر نُور.
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
عن عمارة بن عمير، عن عمته، أنها سألت عائشة رضي الله عنها في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أطيب ما أكل الرجل...
عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه، فكلوا من أموالهم»، قال أبو داود: حماد بن أبي سليمان، زاد فيه «إذا احتج...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لي مالا وولدا، وإن والدي يحتاج مالي؟ قال: «أنت ومالك لو...
ن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به ويتبع البيع من باعه»
عن عائشة، أن هندا أم معاوية، جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبا سفيان، رجل شحيح وإنه لا يعطيني ما يكفيني وبني، فهل علي جناح أن آخذ من ما...
عن عائشة، قالت: جاءت هند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل ممسك، فهل علي من حرج أن أنفق على عياله من ماله بغير إذنه؟...
عن يوسف بن ماهك المكي، قال: كنت أكتب لفلان نفقة أيتام كان وليهم فغالطوه بألف درهم، فأداها إليهم فأدركت لهم من مالهم مثليها، قال: قلت: أقبض الألف الذي...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها»