3986- عن ابن عباس، يقول: أقرأني أبي بن كعب كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {في عين حمئة} [الكهف: ٨٦] مخففة "
صحيح من حديث عبد الله بن عباس، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن أوس -وهو العدوي- وضعف محمد بن دينار.
وهما متابعان.
وأخرجه الترمذي (٣١٦٢) من طريق محمد بن دينار، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
والصحيح ما روي عن ابن عباس قراءته.
قال: ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستغنى بروايته ولم يحتج إلى كعب.
قلنا: أما قول الترمذي لو كانت عنده رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد ثبت عنه رواية من غير هذا الطريق، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٨٢)، والطبراني في "الكبير" (١٢٤٨٠)، وفي "الصغير" (١١١٥)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨ و ٢٤٤ من طريق عبد الغفار بن داود الحراني، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ {في عين حمئة}.
وإسناده عند الطحاوي والحاكم في الموضع الثاني جيد.
لكن قال الطحاوي: كأن هذا الحديث مما لم يرفعه أحد من حديث حماد بن سلمة غير عبد الغفار بن داود، وهو مما يخطئه فيه أهل الحديث، ويقولون: إنه موقوف على ابن عباس، وقد خالفه فيه أصحاب حماد فلم يرفعوه، فممن خالفه فيه منهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني، وحجاج بن منهال الأنماطي.
قلنا: ثم أخرجه من طريقيهما بإسناده إليهما موقوفا على ابن عباس.
وهذا وإن روي موقوفا على ابن عباس، لم يكن ابن عباس ليبتدعه من عند نفسه، وإنما هو مما نقله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عمن نقله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمثال أبي وغيره من كبار قراء الصحابة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٤١١ من طريق خليل بن أحمد الفراهيدي، وعبد الرزاق ٢/ ٤١٢ والطحاوي في "شرح المشكل" ١/ ٢٥٨ و ٢٦٠ من طريق عمرو ابن ميمون بن مهران، والطبري في "تفسيره" ١٦/ ١١ من طريق إسماعيل بن أمية ثلاثتهم عن عثمان بن حاضر (وقيل: ابن أبي حاضر)، قال: قال لي ابن عباس: لو رأيت إلي وإلى معاوية وقرأت: {في عين حمئة}، فقال: حامية، ودخل كعب فسأله، فقال: أنتم أعلم بالعربية مني، ولكنها تغرب في عين سوداء، أو قال: في حمأة .
هذا لفظ خليل بن أحمد، وقال الآخران: تغيب في ثأط، والثأط: الطين.
وقد تحرف اسم عمرو بن ميمون إلى عمرو بن مبذول، واسم إسماعيل بن أمية إلى إسماعيل بن علية، وإسناد طريق الخليل صحيح.
وأخرجه الطبري ١٦/ ١١، والطحاوي في "شرح المشكل" ١/ ٢٥٧ من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قرأت {في عين حمئة} وقرأ عمرو بن العاص {في عين حامية} فأرسلنا إلى كعب، فقال: إنها تغرب في حمأة طينة سوداء.
وإسناده صحيح عند الطحاوي.
وأخرجه أيضا ١٦/ ١١ من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف: {في عين حمئة} ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس.
وإسناده رجاله ثقات.
قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص ٤٢٨ - ٤٢٩: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: {في عين حامية} بالألف، أي: حارة .
وقرأ الباقون: {في عين حمئة} مهموزا، فالحمأة: الطين المنتن المتغير اللون والطعم.
قوله: مخففة، أي: بحذف الألف بعد الحاء، أي: لا حامية، كما في قراءة.
وستأتي رواية بالقراءة الثانية -أي بالألف- برقم (٤٠٠٢).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فِي عَيْنٍ حَمِئَة ) : بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْهَمْزَة أَيْ ذَات حَمْأَة وَهِيَ الطِّينَة السَّوْدَاء وَسَأَلَ مُعَاوِيَة كَعْبًا كَيْف تَجِد فِي التَّوْرَاة تَغْرُب الشَّمْس وَأَيْنَ تَغْرُب ؟ قَالَ نَجِد فِي التَّوْرَاة أَنَّهَا تَغْرُب فِي مَاء وَطِين.
وَقِيلَ يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَى ( فِي عَيْن حَمِئَة ) : أَيْ عِنْدهَا عَيْن حَمِئَة أَوْ فِي رَأْي الْعَيْن , وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ مَوْضِعًا مِنْ الْمَغْرِب لَمْ يَبْقَ بَعْده شَيْء مِنْ الْعُمْرَانِ فَوَجَدَ الشَّمْس كَأَنَّهَا تَغْرُب فِي وَهْدَة مُظْلِمَة كَمَا أَنَّ رَاكِب الْبَحْر يَرَى أَنَّ الشَّمْس كَأَنَّهَا تَغِيب فِي الْبَحْر قَالَهُ الْخَازِن.
وَفِي الْبَيْضَاوِيّ ( فِي عَيْن حَمِئَة ) : أَيْ ذَات حَمْأَة مِنْ حَمِيَتْ الْبِئْر إِذَا صَارَتْ ذَات حَمْأَة.
وَقَرَأَ اِبْن عَامِر وَحَمْزَة وَالْكِسَائِيّ وَأَبُو بَكْر حَامِيَة أَيْ حَارَّة , وَلَا تَنَافِي بَيْنهمَا لِجَوَازِ أَنْ يَكُون الْعَيْن جَامِعَة لِلْوَصْفَيْنِ أَوْ حَمِئَة عَلَى أَنَّ يَاءَهَا مَقْلُوبَة مِنْ الْهَمْزَة بِكَسْرِ مَا قَبْلهَا ( مُخَفَّفَة ) : أَيْ بِحَذْفِ الْأَلِف بَعْد الْحَاء أَيْ لَا حَامِيَة كَمَا فِي قِرَاءَة.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه وَالصَّحِيح مَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس قِرَاءَته.
وَيُرْوَى أَنَّ اِبْن عَبَّاس وَعَمْرو بْن الْعَاصِ اِخْتَلَفَا فِي قِرَاءَة هَذِهِ الْآيَة وَارْتَفَعَا إِلَى كَعْب الْأَحْبَار فِي ذَلِكَ , فَلَوْ كَانَتْ عِنْده رِوَايَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاسْتَغْنَى بِرِوَايَتِهِ وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى كَعْب اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ عَنْ مِصْدَعٍ أَبِي يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ أَقْرَأَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ كَمَا أَقْرَأَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } مُخَفَّفَةً
عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة فتضيء الجنة لوجهه كأنها كوكب دري - قال: وهكذا جاء الح...
عن فروة بن مسيك الغطيفي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أخبرنا عن سبأ ما هو أرض أم امرأة؟ فقال: «لي...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إسماعيل، عن أبي هريرة رواية فذكر ⦗٣٥⦘ حديث الوحي قال: " فذلك قوله تعالى {حتى إذا فزع عن قلوبهم} [سبأ:...
عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [الزمر: ٥٩] "...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها {فروح وريحان} [الواقعة: ٨٩] "
عن صفوان - قال ابن عبدة: ابن يعلى - عن أبيه، قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقرأ: {ونادوا يا مالك} [الزخرف: ٧٧] " قال أبو داود: «يعني...
عن عبد الله، قال: «أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم» إني أنا الرزاق ذو القوة المتين "
عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يقرؤها {فهل من مدكر} [القمر: ١٥] يعني مثقلا " قال أبو داود: «مضمومة الميم مفتوحة الدال مكسورة الكاف»...
عن جابر، قال: رأيت " النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {أيحسب أن ماله أخلده} [الهمزة: ٣] "