3987- عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة فتضيء الجنة لوجهه كأنها كوكب دري - قال: وهكذا جاء الحديث دري مرفوعة الدال لا تهمز - وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما "
حديث صحيح دون قوله: "وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي -وهو ابن سعد- هارون: هو ابن موسى العتكي مولاهم النحوي، ويحيى بن الفضل: هو ابن يحيى العنزي.
وأخرجه ابن ماجه (٩٦)، والترمذي (٣٩٨٧) من طريق عطية العوفي، به.
لكنهما لم يقولا في روايتيهما: "كوكب دري"، انما قال ابن ماجه: "الكوكب الطالع في الأفق" وقال الترمذي: "النجم الطالع في أفق السماء".
وهو في "مسند أحمد" (١١٢١٣).
وأخرجه أحمد أيضا (١١٢٠٦) من طريق مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد.
ومجالد ضعيف، وسياقه فيه اختلاف.
وأخرجه البخاري (٣٢٥٦)، ومسلم (٢٨٣١) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعا: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين".
وأخرجه البخاري (٦٥٥٦) من طريق النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعا بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي".
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد في "فضائل الصحابة" (٧٠٦)، والطبراني في "الأوسط" (٦٠٠٦) وفيه: "وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" وإسناده حسن.
وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (٢٠٦٥) وفيه أيضا: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": وفيه: الربيع بن سهل الواسطي لم أعرفه.
وفي قوله تعالى: {كوكب دري} [النور:٣٥] اختلف القراء في قراءة كلمة (دري) فقرأها نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف: {دري} بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز، نسبة إلى الدر لصفائها، وقرأ أبو عمرو والكسائي (دريء) بكسر الدال والراء وياء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة، وهو بناء كثير في الأسماء نحو سكين، وفي الأوصاف نحو سكير.
وقرأ أبو بكر وحمزة (دريء) بضم الدال، ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع، أي: يدفع بعضها بعضا، أو يدفع ضوؤها خفاءها.
انظر "حجة القراءات"، لابن زنجلة ص ٤٩٩، و"إتحات فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر" لأحمد بن عبد الغني البناء ص ٣٢٤.
وقوله: "وأنعما" أي: زادا وفضلا.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِنَّ الرَّجُل مِنْ أَهْل عِلِّيِّينَ ) : أَيْ مِنْ أَهْل أَشْرَفِ الْجِنَان وَأَعْلَاهَا مِنْ الْعُلُوّ وَكُلَّمَا عَلَا الشَّيْء وَارْتَفَعَ عَظُمَ قَدْره ( لَيُشْرِف ) : بِضَمِّ الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَكَسْر الرَّاء وَالْإِشْرَاف الِاطِّلَاع يُقَال أَشْرَفْت عَلَيْهِ اِطَّلَعْت عَلَيْهِ كَذَا فِي الْمِصْبَاح ( عَلَى ) : مَنْ تَحْته مِنْ ( أَهْل الْجَنَّة فَتُضِيء الْجَنَّة ) : أَيْ تَسْتَنِير اِسْتِنَارَة مُفْرِطَة ( بِوَجْهِهِ ) : أَيْ مِنْ أَجْل إِشْرَاق إِضَاءَة وَجْهه عَلَيْهَا ( كَأَنَّهَا ) : أَيْ كَأَنَّ وُجُوه أَهْل عِلِّيِّينَ ( كَوْكَب ) : أَيْ كَكَوْكَبٍ ( دُرِّيّ ) : نِسْبَة لِلدُّرِّ لِبَيَاضِهِ وَصَفَائِهِ أَيْ كَأَنَّهَا كَوْكَب مِنْ دُرٍّ فِي غَايَة الصَّفَاء وَالْإِشْرَاق وَالضِّيَاء.
قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ ( دُرِّيّ مَرْفُوعَة الدَّال لَا تُهْمَز ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ بِغَيْرِ هَمْزَة.
قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي تَفْسِير سُورَة النُّور.
دُرِّيّ بِضَمِّ الدَّال وَتَشْدِيد الْيَاء بِلَا هَمْز أَيْ شَدِيد الْإِنَارَة نُسِبَ إِلَى الدُّرّ فِي صَفَائِهِ وَحُسْنه وَإِنْ كَانَ الْكَوْكَب أَكْثَر ضَوْءًا مِنْ الدُّرّ.
وَقَرَأَ أَبُو عُمَر وَالْكِسَائِيّ : دِرِّيء بِكَسْرِ الدَّال وَالْهَمْزَة.
وَقَرَأَ حَمْزَة وَأَبُو بَكْر بِضَمِّ الدَّال وَالْهَمْزَة , فَمَنْ كَسَرَ الدَّال فَهُوَ فِعِّيل مِنْ الدَّرّ أَوْ هُوَ الدَّفْع لِأَنَّ الْكَوْكَب يَدْفَع الشَّيَاطِين مِنْ السَّمَاء , وَشَبَّهَهُ بِحَالَةِ الدَّفْع لِأَنَّهُ يَكُون فِي تِلْكَ الْحَالَة أَضْوَأ وَأَنْوَر , وَيُقَال هُوَ مِنْ دَرَأَ الْكَوْكَبُ إِذَا اِنْدَفَعَ مُنْقَضًّا فَيَتَضَاعَف ضَوْءُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْت.
وَقِيلَ دَرِئٌ أَيْ طَالِع يُقَال دَرَأَ النَّجْم إِذَا طَلَعَ وَارْتَفَعَ , وَيُقَال دَرَأَ عَلَيْنَا فُلَان أَيْ طَلَعَ وَظَهَرَ.
فَأَمَّا رَفْع الدَّال مَعَ الْهَمْزَة كَمَا قَرَأَ حَمْزَة قَالَ أَكْثَر النُّحَاة هُوَ لَحْن لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب اِنْتَهَى ( وَإِنَّ أَبَا بَكْر وَعُمَر لِمِنْهُمْ ) : أَيْ مِنْ أَهْل عِلِّيِّينَ ( وَأَنْعَمَا ) : أَيْ وَزَادَا وَفَضُلَا عَنْ كَوْنهمَا أَهْل عِلِّيِّينَ.
وَمِنْ قَوْله وَإِنَّ أَبَا بَكْر إِلَخْ مِنْ أَلْفَاظ بَقِيَّة الْحَدِيث.
قَالَ اِبْن الْأَثِير : أَيْ زَادَا وَفَضُلَا يُقَال أَحْسَنْت إِلَيَّ وَأَنْعَمْت أَيْ زِدْت عَلَيَّ الْإِنْعَام.
وَقِيلَ مَعْنَاهُ صَارَا إِلَى النَّعِيم وَدَخَلَا فِيهِ كَمَا يُقَال أَشْمَلَ إِذَا دَخَلَ فِي الشِّمَال اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى عَطِيَّة الْعَوْفِيِّ اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو النَّمَرِيَّ أَخْبَرَنَا هَارُونُ أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ عَطِّيَةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَتُضِيءُ الْجَنَّةُ لِوَجْهِهِ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ قَالَ وَهَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ دُرِّيٌّ مَرْفُوعَةٌ الدَّالُ لَا تُهْمَزُ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ وَأَنْعَمَا
عن فروة بن مسيك الغطيفي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أخبرنا عن سبأ ما هو أرض أم امرأة؟ فقال: «لي...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إسماعيل، عن أبي هريرة رواية فذكر ⦗٣٥⦘ حديث الوحي قال: " فذلك قوله تعالى {حتى إذا فزع عن قلوبهم} [سبأ:...
عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [الزمر: ٥٩] "...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها {فروح وريحان} [الواقعة: ٨٩] "
عن صفوان - قال ابن عبدة: ابن يعلى - عن أبيه، قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقرأ: {ونادوا يا مالك} [الزخرف: ٧٧] " قال أبو داود: «يعني...
عن عبد الله، قال: «أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم» إني أنا الرزاق ذو القوة المتين "
عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يقرؤها {فهل من مدكر} [القمر: ١٥] يعني مثقلا " قال أبو داود: «مضمومة الميم مفتوحة الدال مكسورة الكاف»...
عن جابر، قال: رأيت " النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {أيحسب أن ماله أخلده} [الهمزة: ٣] "
عن أبي قلابة، عمن أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم " {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق} [الفجر: ٢٦] وثاقه أحد " قال أبو داود: «بعضهم أدخل بين خالد...