4188- عن ابن عباس، قال: كان أهل الكتاب - يعني - يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته، ثم فرق بعد»
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٥٥٨)، ومسلم (٢٣٣٦)، وابن ماجه (٣٦٣٢)، والنسائي في "الكبرى" (٩٢٨٢) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٢٠٩)، و"صحيح ابن حبان"، (٥٤٨٥).
قال في "اللسان": قال ابن شميل: المسدل من الشعر الكثير الطويل، يقال: سدل شعره على عاتقيه وعنقه، وسدله يسدله، والسدل: الإرسال ليس بمعقوف ولا معقد، وقال القاري: المراد بسدل الشعر ها هنا: إرساله حول الرأس من غير أن يقسم قسمين نصف من جانب يمينه ونحو صدره ونصف من جانب يساره كذلك.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٧٤: الفرق في الشعر سنة، وهو أولى من السدل، لأنه آخر ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الفرق لا يكون إلا مع كثرة الشعر وطوله .
والتفريق: أن يقسم شعر ناصية يمينا وشمالا فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين، والفرق سنة مسنونة، وقال النووي: الصحيح جواز السدل والفرق، وقال الحافظ في "الفتح" ١٠/ ٣٦٢: والصحيح أن الفرق مستحب لا واجب.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( يَسْدُلُونَ أَشْعَارهمْ ) : مِنْ بَاب نَصَرَ وَضَرَبَ أَيْ يُرْسِلُونَ أَشْعَارهمْ.
قَالَ الْقَارِي : الْمُرَاد بِسَدْلِ الشَّعْر هَا هُنَا إِرْسَاله حَوْل الرَّأْس مِنْ غَيْر أَنْ يُقْسَم نِصْفَيْنِ نِصْف مِنْ جَانِب يَمِينه وَنَحْو صَدْره وَنِصْف مِنْ جَانِب يَسَاره كَذَلِكَ اِنْتَهَى.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد إِرْسَاله عَلَى الْجَبِين وَاِتِّخَاذه كَالْقُصَّةِ ( وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُفَرِّقُونَ رُءُوسهمْ ) : أَيْ يَقْسِمُونَ شَعْر رُءُوسهمْ مِنْ وَسَطهمَا وَيُفَرِّقُونَ بِكَسْرِ الرَّاء وَيُضَمّ وَبَعْضهمْ شَدَّدَ الرَّاء وَالتَّخْفِيف أَشْهَر ( تُعْجِبهُ مُوَافَقَة أَهْل الْكِتَاب ) : أَيْ الْيَهُود وَالنَّصَّارِي اِسْتِئْلَافًا لَهُمْ ( فِيمَا لَمْ يُؤْمَر بِهِ ) : أَيْ بِشَيْءٍ مِنْ مُخَالَقَته.
وَقَالَ اِبْن الْمَلَك أَيْ فِيمَا لَمْ يَنْزِل عَلَيْهِ حُكْم بِالْمُخَالَفَةِ ذَكَرَهُ الْقَارِي ( فَسَدَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاصِيَته ) : أَيْ مُوَافَقَة لِأَهْلِ الْكِتَاب , وَالنَّاصِيَة شَعْر مُقَدَّم الرَّأْس ( ثُمَّ فَرَقَ ) : أَيْ شَعْر رَأْسه ( بَعْد ) : بِضَمِّ الدَّال أَيْ بَعْد ذَلِكَ مِنْ الزَّمَان.
قَالَ الْحَافِظ فِي رِوَايَة مَعْمَر ثُمَّ أُمِرَ بِالْفَرْقِ فَفَرَقَ وَكَانَ الْفَرْق آخِر الْأَمْرَيْنِ.
قَالَ وَقَدْ جَزَمَ الْحَازِمِيّ بِأَنَّ السَّدْل نُسِخَ بِالْفَرْقِ , وَاسْتَدَلَّ بِرِوَايَةِ مَعْمَر قَالَ وَهُوَ ظَاهِر.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : الصَّحِيح جَوَاز السَّدْل وَالْفَرْق.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَعْنِي يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدعت الفرق من يافوخه، وأرسل ناصيته بين عينيه»
عن وائل بن حجر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذباب ذباب» قال: فرجعت فجززته، ثم أتيته م...
عن مجاهد، قال: قالت أم هانئ: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وله أربع غدائر» تعني عقائص
عن عبد الله بن جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم»، ثم قال: «ادعوا لي بني أخي...
عن ابن عمر، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع»، والقزع: أن يحلق رأس الصبي فيترك بعض شعره
عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع»، وهو أن يحلق رأس الصبي فتترك له ذؤابة
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه، فنهاهم عن ذلك، وقال: «احلقوه كله، أو اتركوه كله»
عن أنس بن مالك، قال: كانت لي ذؤابة، فقالت لي أمي: لا أجزها، «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها، ويأخذ بها»
عن المغيرة، قالت: وأنت يومئذ غلام ولك قرنان، أو قصتان، فمسح رأسك، وبرك عليك، وقال: «احلقوا هذين - أو قصوهما - فإن هذا زي اليهود»