4448- عن ابن عمر: " رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يوم خيبر للفرس سهمين، وللرجل سهما " وقال أبو معاوية: " أسهم للرجل، ولفرسه ثلاثة أسهم: سهما له، وسهمين لفرسه "
عبد الله بن عمر
رضي الله عنه هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، القرشي، العدوي، المكي، ثم المدني.
وأمه وأم أخته حفصة: زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجمحي.
ولد في مكة في السنة الثانية من المبعث، فقد ثبت أنه كان بوم بدر ابن ثلاث عشرة سنة، وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة.
وأسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم.
وهاجر إلى المدينة مع أبويه وهو ابن إحدى عشرة سنة.
استصغر يوم احد، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ممن بايع تحت الشجرة.
وقدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازيا.
وشهد فتح مصر، واختص بها، روى عنه أكثر من أربعين نفسا من أهلها.
روى علما كثيرا نافعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وعن أبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت، وزيد عمه، وسعد، وابن مسعود، وعثمان بن طلحة، وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم.
قال، الزبير بن بكار: وكان ابن عمر يحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسأل
من حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلى فيه، وكان يعرض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ناقته، وكان لا يترك الحج، وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، والأغر المزني من الصحابة،وروى عنه من التابعين بنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة، وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن، ومصعب بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، ونافع مولاه، وخلق كثير؛ ذكر منهم المزي في "التهذيب " مئتين وثلاثين راويا.
وبلغت أحاديثه في "المسند" بالمكررات (٢٠٢٨) حديثا.
وقال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنة يفتي الناس.
وكان شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما يأخذ به نفسه حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه.
وكان كثير الصدقة، وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا، وكان إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه، وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.
وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ".
فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل.
وقال فيه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: إن أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر، وفي رواية: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر.
وعن جابر: ما منا من أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غير عبد الله بن عمر
وعن السدي: رأيت نفرا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها النبى صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر.
وقال عبد الرحمن: مات ابن عمر، وهو مثل عمر في الفضل، ومن وجه آخر: كان عمر في زمان له فيه نظير، وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير.
وعن سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة، لشهدت لابن عمر.
ومن وجه صحيح، كان ابن عمر حين مات خير من بقي.
وعن طاووس: ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر.
وجاء بسند صحيح: مر أصحاب نجدة الحروري بإبل لابن عمر، فاستاقوها، فجاء الراعي، فقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب الإبل، وأخبره الخبر.
قال: فكيف تركوك؟ قال: انفلت منهم، لأنك أحب إلى منهم.
فاستحلفه، فحلف، فقال: إني احتسبتك معها، فأعتقه.
ثم بيعت منها ناقة، فما اشتراها، وقال: قد احتسبت الإبل، فلأي معنى أطلب الناقة؟!
وكان له مهراس فيه ماء، فيصلي ما قدر له، ثم يصير الى الفراش، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم، فيتوضأ ويصلي، ويفعل كما فعل أولا، يفعل ذلك في الليل أربع مرات، أو خمسا.
وأعطي له في نافع عشرة آلاف درهم، أو ألف دينار، فقيل له: ماذا تنتظر؟ ! فقال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر.
وعن نافع أن ابن عمر اشتكى، فاشترى عنقودا بدرهم، فأتاه مسكين، فقال: أعطوه إياه، ثم إشترى منه إنسان بدرهم، فجاء به إليه، فجاء السائل، فقال: أعطوه، ثم في المرة الثالثة منع السائل.
ولو علم ابن عمر بذلك، لما ذاقه.
مات سنة اثنين- أو ثلاث- وسبعين.
والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (٢٧٣٣) ، ومن طريقه أبو عوانة ١/١٥١، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور (٢٧٦٢) ، والدارمي ٢/٢٢٥، وابن ماجه (٢٨٥٤) بنحوه، وابن الجارود (١٠٨٤) ، والدارقطني ٤/١٠٢، والبيهقي في "السنن" ٩/٥١، والبغوي في "شرح السنة" (٢٧٢٢) ، من طرق، عن أبي معاوية - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد.
وتحرف اسم عبيد الله في بعض المصادر إلى عبد الله.
وأخرجه سعيد بن منصور (٢٧٦٠) ، وابن أبي شيبة ١٢/٣٩٧، و١٤/١٥١ والبخاري (٢٨٦٣) و (٤٢٢٨) ، وأبو عوانة ٤/١٥١، والدارقطني ٤/١٠٢، والبيهقي في "السنن" ٦/٣٢٤-٣٢٥، من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (٩٣٢٠) ، وابن عدي ٤/٤٦٠ من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفارس سهمين، وللراجل سهما.
قال البيهقي ٦/٣٢٥: عبد الله العمري كثير الوهم، وقد روي ذلك من وجه آخر عن القعنبي، عن عبد الله العمري بالشك في الفارس أو الفرس، قال الشافعي في القديم: كأنه سمع نافعا يقول: للفرس سهمين، وللرجل سهما، فقال: للفارس سهمين، وللراجل سهما، وليس يشك أحذ من أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ.
وأخرجه الدارقطني ٤/١٠٦ عن أبي بكر النيسابوري، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نمير، قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفارس سهمين، وللراجل سهما.
قال الرمادي: كذا يقول ابن نمير، قال لنا النيسابوري: هذا عندي وهم من ابن أبي شيبة، أو من الرمادي، لأن أحمد ابن حنبل وعبد الرحمن بن بشر وغيرهما رووه عن ابن نمير خلاف هذا، وقد سلف ذكره عنهما.
قال الحافظ في "الفتح" ٦/٦٨: لا وهم فيما رواه أحمد بن منصور الرمادي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر .
لأن المعنى: أسهم للفارس بسبب فرسه سهمين غير سهمه المختص به، وقد رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه " و"مسنده " بهذا الإسناد، فقال: للفرس.
قلنا: وهو كذلك في المطبوع.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "جعل يوم خيبر للفرس": قيل: - اللام فيه للسببية، وفي قوله: "وللرجل" للتمليك، وبهذا الحديث أخذ الجمهور، فقالوا: للفارس ثلاثة أسهم، ومن لا يقول به يعتذر عنه بأن الأحاديث متعارضة; فقد جاء: "للفارس سهمان" والأصل ألا يزيد الدابة على راكبها، فأخذ بما يؤيده القياس، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ وَلِفَرَسِهِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ سَهْمًا لَهُ وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ
عن زياد بن جبير، قال: رأيت رجلا جاء ابن عمر، فسأله، فقال: إنه نذر أن يصوم كل يوم أربعاء، فأتى ذلك علي يوم أضحى أو فطر؟ فقال ابن عمر: " أمر الله بوفاء...
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون واحد "
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعتق نصيبا له في مملوك، كلف أن يتم عتقه بقيمة عدل "
عن سعيد بن جبير، قال: كنا مع ابن عمر حيث " أفاض من عرفات إلى جمع فصلى بنا المغرب، ومضى، ثم قال: الصلاة، فصلى ركعتين "، ثم قال " هكذا فعل رسول الله صل...
عن ابن عمر: أنه مر بأبي هريرة وهو يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تبع جنازة فصلى عليها، فله قيراط، فإن شهد دفنها، فله قيراطان، القيراط...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا لم يجد المحرم النعلين، فليلبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين "
عن ابن عمر، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: من أين يحرم ؟ قال: " مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ومهل أهل الشام من الجحفة، ومهل أهل اليمن من يلمل...
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين "
عن ابن عمر، قال: كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبيك، اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، (١) إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك " وزاد ف...