1157- عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أن ركبا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم»
إسناده صحيح.
وقد صحح إسناده البيهقي 3/ 316، وابن حزم 5/ 92، وقال ابن المنذر في "الأوسط" 4/ 295: حديث ثابت، وقال الخطابي في "معالم السنن" حديث صحيح، وكذلك قال ابن الملقن في "البدر المنير" 5/ 95، وحسن إسناده الدارقطني (2203).
وأخرجه ابن ماجه (1653)، والنسائي في "الكبرى" (1768) من طريقين عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، به.
وهو في "مسند أحمد" (20579)، و"صحيح ابن حبان" (3456).
قال الخطابي: وإلى هذا ذهب الأوزاعي وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق في الرجل لا يعلم بيوم الفطر إلا بعد الزوال.
وقال الشافعي: إن علموا بذلك قبل الزوال خرجوا وصلى الإمام بهم صلاة العيد، وإن لم يعلموا إلا بعد الزوال لم يصلوا يومهم ولا من الغد، لأنه عمل في وقت إذا جاز ذلك الوقت لم يعمل في غيره، وكذلك قال مالك وأبو ثور.
قلت [القائل الخطابي]: سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى وحديث أبي عمير صحيح فالمصير إليه واجب.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ أَبِي عُمَيْر بْن أَنَس ) : أَيْ أَنَس بْن مَالِك الْأَنْصَارِيّ يُقَال اِسْمه عَبْد اللَّه مَعْدُود فِي صِغَار التَّابِعِينَ عُمِّر بَعْد أَبِيهِ زَمَانًا طَوِيلًا ( عَنْ عُمُومَة لَهُ ) : جَمْع عَمّ كَالْبُعُولَةِ جَمْع بَعْل.
ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيّ وَهُوَ الْمُرَاد هُنَا وَقَدْ يُسْتَعْمَل بِمَعْنَى الْمَصْدَر كَأُبُوَّةٍ وَخُئُولَة ( مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : صِفَة عُمُومَة وَجَهَالَة الصَّحَابِيّ لَا تَضُرّ فَإِنَّهُمْ كُلّهمْ عُدُول ( أَنَّ رَكْبًا ) : جَمْع رَاكِب كَصَحْبٍ جَمْع صَاحِب ( يَشْهَدُونَ ) : أَيْ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَة ( أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَال بِالْأَمْسِ ) : وَلَفْظ أَحْمَد فِي مُسْنَده : " غُمَّ عَلَيْنَا هِلَال شَوَّال فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا , فَجَاءَ رَكْب مِنْ آخِر النَّهَار فَشَهِدُوا عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَال بِالْأَمْسِ فَأَمَرَ النَّاس أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمهمْ وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنْ الْغَد " وَهَكَذَا فِي رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ فِي كِتَاب الصِّيَام وَالدَّارَقُطْنِيّ " أَنَّهُمْ قَدِمُوا آخِر النَّهَار " وَصَحَّحَ الدَّارَقُطْنِيّ إِسْنَاده بِهَذَا اللَّفْظ , وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة , وَقَدْ وَقَعَ فِي بَعْض طُرُقه مِنْ رِوَايَة الطَّحَاوِيّ " أَنَّهُمْ شَهِدُوا بَعْد الزَّوَال " وَبِهِ أَخَذَ أَبُو حَنِيفَة أَنَّ وَقْتهَا مِنْ اِرْتِفَاع الشَّمْس إِلَى زَوَالهَا , إِذْ لَوْ كَانَتْ صَلَاة الْعِيد تُؤَدَّى بَعْد الزَّوَال لَمَا أَخَّرَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْغَد ( فَأَمَرَهُمْ ) أَيْ النَّاس ( أَنْ يُفْطِرُوا ) أَيْ ذَلِكَ الْيَوْم ( وَإِذَا أَصْبَحُوا يَغْدُوا ) : أَيْ يَذْهَبُوا فِي الْغَدْوَة جَمِيعًا ( إِلَى مُصَلَّاهُمْ ) : لِصَلَاةِ الْعِيد , يَعْنِي لَمْ يَرَوْا الْهِلَال فِي الْمَدِينَة لَيْلَة الثَّلَاثِينَ مِنْ رَمَضَان فَصَامُوا ذَلِكَ الْيَوْم , فَجَاءَتْ قَافِلَة فِي أَثْنَاء ذَلِكَ الْيَوْم وَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَال لَيْلَة الثَّلَاثِينَ , فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِفْطَارِ وَبِأَدَاءِ صَلَاة الْعِيد فِي الْيَوْم الْحَادِي وَالثَّلَاثِينَ قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي.
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَالْحَدِيث دَلِيل لِمَنْ قَالَ إِنَّ صَلَاة الْعِيد تُصَلَّى فِي الْيَوْم الثَّانِي إِنْ لَمْ يَتَبَيَّن الْعِيد إِلَّا بَعْد خُرُوج وَقْت صَلَاته , وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَأَبُو حَنِيفَة وَأَبُو يُوسُف وَمُحَمَّد , وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ.
وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ الصَّلَاة فِي الْيَوْم الثَّانِي أَدَاء لَا قَضَاء.
وَرَوَى الْخَطَّابِيُّ عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّهُمْ إِنْ عَلِمُوا بِالْعِيدِ قَبْل الزَّوَال سَلَّمُوا وَإِلَّا لَمْ يُصَلُّوا يَوْمهمْ وَلَا مِنْ الْغَد لِأَنَّهُ عَمَلٌ فِي وَقْت فَلَا يُعْمَل فِي غَيْره , قَالَ : وَكَذَا قَالَ مَالِك وَأَبُو ثَوْر قَالَ الْخَطَّابِيُّ : سُنَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ , وَحَدِيث أَبِي عُمَيْر صَحِيح فَالْمَصِير إِلَيْهِ وَاجِب قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
وَأَبُو عُمَيْر هَذَا هُوَ عَبْد اللَّه بْن أَنَس بْن مَالِك الْأَنْصَارِيّ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : سُنَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى وَحَدِيث أَبِي عُمَيْر صَحِيح فَالْمَصِير إِلَيْهِ وَاجِب , يُرِيد أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْن أَنْ يَعْلَمُوا بِذَلِكَ قُبَيْل الزَّوَال أَوْ بَعْده , خِلَافًا لِلشَّافِعِيِّ وَمَالِك وَأَبِي ثَوْر بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُمْ شَهِدُوا بِذَلِكَ بَعْد , وَيُحْتَجّ لِلشَّافِعِيِّ وَمَالِك وَأَبِي ثَوْر بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُمْ شَهِدُوا بِذَلِكَ بَعْد الزَّوَال.
تَمَّ كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
قُلْت : وَقَدْ عَرَفْت مِنْ رِوَايَة أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ وَالدَّارَقُطْنِيّ أَنَّهُمْ شَهِدُوا بِذَلِكَ آخِر النَّهَار.
وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَيْضًا اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه وَصَحَّحَهُ اِبْن الْمُنْذِر وَابْن السَّكَن وَابْن حَزْم وَالْخَطَّابِيّ وَابْن حَجَر , وَقَوْل اِبْن عَبْد الْبَرّ إِنَّ أَبَا عُمَيْر مَجْهُول مَرْدُود بِأَنَّهُ قَدْ عَرَفَهُ مَنْ صَحَّحَ لَهُ.
قَالَهُ الْحَافِظ.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَكْبًا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ
أخبرني بكر بن مبشر الأنصاري، قال: «كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يوم الفطر، ويوم الأضحى، فنسلك بطن بطحان حتى نأتي المصلى،...
عن ابن عباس، قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر، فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعلت الم...
عن أبي هريرة، «أنه أصابهم مطر في يوم عيد، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد في المسجد»
عن عباد بن تميم، عن عمه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج بالناس ليستسقي فصلى بهم ركعتين، جهر بالقراءة فيهما، وحول رداءه، ورفع يديه، فدعا واستسق...
أخبرني عباد بن تميم المازني، أنه سمع عمه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فحول إلى ال...
أن عبد الله بن زيد، قال: «استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة له سوداء، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها،...
قال عثمان ابن عقبة: وكان أمير المدينة - إلى ابن عباس، أسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، فقال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم...
أن عبد الله بن زيد، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة، ثم حول رداءه»
سمعت عبد الله بن زيد المازني، يقول: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى، وحول رداءه حين استقبل القبلة»