حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب البيوع باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها (حديث رقم: 3372 )


3372- عن زيد بن ثابت، قال: كان الناس يتبايعون الثمار، قبل أن يبدو صلاحها، فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم، قال المبتاع: قد أصاب الثمر الدمان وأصابه قشام وأصابه مراض عاهات يحتجون بها فلما كثرت خصومتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كالمشورة يشير بها فإما لا فلا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها»، لكثرة خصومتهم واختلافهم

أخرجه أبو داوود


حديث حسن، عنبسة بن خالد -وهو الأيلي- متابع.
وقال أحمد بن صالح المصري فيما نقله الخطيب في "تاريخه" ٤/ ١٩٨: حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد ابن ثابت في بيع الثمار، فأعجبه واستزادني مثله.
وأخرجه الدارقطني (٢٨٣٣)، والخطيب في تاريخه، ٤/ ١٩٨ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة (٥٠٤١)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٢٨، والدارقطني (٢٨٣٣) و (٢٩٤٦)، والبيهقي ٥/ ٣٠١ من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد الحجري، عن يونس بن يزيد، به.
وأبو زرعة وهب الله بن راشد حديثه حسن في المتابعات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٤٧٨٨) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن هارون بن المغيرة، والبخاري تعليقا بإثر (٢١٩٣) من طريق علي بن بحر، عن حكام -هو ابن سلم- كلاهما عن عنبسة بن خالد، عن زكريا بن خالد، عن أبي الزناد، به.
فذكرا زكريا بن خالد بدل: يونس بن يزيد! وأخرجه الذهلي في "الزهريات" كما في "تغليق التعليق" ٣/ ٢٦١ عن أبي صالح -وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث-، عن الليث بن سعد، عن أبي الزناد، به.
وأبو صالح حسن الحديث في المتابعات، وقد علقه البخاري في "صحيحه" (٢١٩٣) بصيغة الجزم.
قوله: الدمان: قال في "النهاية": هو بالفتح وتخفيف الميم: فساد الثمر وعفنه قبل إدراكه، حتى يسود، من الدمن وهو السرقين -وهو ما تدمل به الأرض- .
قال: ويقال: الدمال باللام أيضا بمعناه، هكذا قيده الجوهري وغيره بالفتح، والذي جاء في "غريب الخطابي" بالضم، وكأنه أشبه، لأن ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم كالسعال والنحاز والزكام، وقد جاء في الحديث: القشام والمراض، وهما من آفات الثمرة، ولا خلاف في ضمهما، وقيل: هما لغتان.
والقشام: شيء يصيبه حتى لا يرطب، وقال الأصمعي: هو أن ينتقص ثمر النخل قبل أن تصير بلحا.
وقوله: جد الناس، أي: قطعوا الثمار.

شرح حديث (لا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( وَمَا ذُكِرَ فِي ذَلِكَ ) ‏ ‏: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَهُوَ مَعْطُوف عَلَى بَيْع الثَّمَر ‏ ‏( كَانَ النَّاس ) ‏ ‏: أَيْ فِي عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( فَإِذَا جَدّ النَّاس ) ‏ ‏: بِالْجِيمِ وَالدَّال الْمُهْمَلَة أَيْ قَطَعُوا الثِّمَار.
‏ ‏قَالَ فِي الصِّحَاح : جَدّ النَّخْل يَجُدّهُ أَيْ صَرَمَهُ , وَأَجَدّ النَّخْلُ حَانَ لَهُ أَنْ يُجَدّ وَهَذَا زَمَن الْجِدَاد وَالْجَدَاد مِثْل الصِّرَام وَالصَّرَام.
‏ ‏وَقَالَ فِي بَاب الْمِيم : صَرَمْت الشَّيْء صَرْمًا إِذَا قَطَعْته وَصَرَمَ النَّخْل أَيْ جَدَّهُ وَأَصْرَمَ النَّخْلُ حَانَ أَنْ يُصْرَم اِنْتَهَى.
‏ ‏( وَحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ ) ‏ ‏: بِالضَّادِ الْمُعْجَمَة أَيْ طَلَبَهُمْ ‏ ‏( قَالَ الْمُبْتَاع ) ‏ ‏: أَيْ الْمُشْتَرِي ‏ ‏( قَدْ أَصَابَ الثَّمَر ) ‏ ‏: بِالْمُثَلَّثَةِ ‏ ‏( الدُّمَان ) ‏ ‏: بِضَمِّ الدَّال وَتَخْفِيف الْمِيم وَبَعْد الْأَلِف النُّون وَقَالَ بَعْضهمْ بِفَتْحِ الدَّال.
‏ ‏قَالَ اِبْن الْأَثِير : وَكَانَ الضَّمّ أَشْبَهَ لِأَنَّ مَا كَانَ مِنْ الْأَدْوَاء وَالْعَاهَات فَهُوَ بِالضَّمِّ كَالسُّعَالِ وَالزُّكَام.
وَفَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْد بِأَنَّهُ فَسَاد الطَّلْع وَتَعَفُّنه وَسَوَاده.
وَقَالَ الْقَزَّاز : فَسَاد النَّخْل قَبْل إِدْرَاكه وَإِنَّمَا يَقَع ذَلِكَ فِي الطَّلْع يَخْرُج قَلْب النَّخْلَة أَسْوَد مَعْفُونًا ‏ ‏( وَأَصَابَهُ قُشَام ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْقَاف وَتَخْفِيف الشِّين الْمُعْجَمَة أَيْ اِنْتَفَضَ قَبْل أَنْ يَصِير مَا عَلَيْهِ بُسْرًا قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ.
‏ ‏وَفِي الْقَامُوس : قُشَام كَغُرَابٍ أَنْ يَنْتَفِض النَّخْل قَبْل اِسْتِوَاء بُسْره ‏ ‏( وَأَصَابَهُ مُرَاض ) ‏ ‏: قَالَ فِي الْمَجْمَع : هُوَ بِالضَّمِّ دَاء يَقَع فِي الثَّمَرَة فَتَهْلَك , وَأَمْرَض إِذَا وَقَعَ فِي مَاله الْعَاهَة ‏ ‏( عَاهَات ) ‏ ‏: أَيْ هَذِهِ الْأُمُور الثَّلَاثَة آفَات تُصِيب الثَّمَر ‏ ‏( يَحْتَجُّونَ بِهَا ) ‏ ‏: قَالَ الْبَرْمَاوِيّ كَالْكَرْمَانِيّ جَمَع الضَّمِير بِاعْتِبَارِ جِنْس الْمُبْتَاع الَّذِي هُوَ مُفَسَّره وَقَالَ الْعَيْنِيّ : فِيهِ نَظَر لَا يَخْفَى وَإِنَّمَا جَمَعَهُ بِاعْتِبَارِ الْمُبْتَاع وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْل الْخُصُومَات بِقَرِينَةِ يَبْتَاعُونَ ‏ ‏( كَالْمَشُورَةِ ) ‏ ‏: بِضَمِّ مُعْجَمَة وَسُكُون وَاو وَبِسُكُونِ مُعْجَمَة وَفَتْح وَاو لُغَتَانِ قَالَهُ فِي الْمَجْمَع.
‏ ‏وَقَالَ فِي الْقَامُوس : الْمَشُورَة مُفْعِلَة لَا مَفْعُولَة.
قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : وَالْمُرَاد بِهَذِهِ الْمَشُورَة أَنْ لَا يَشْتَرُوا شَيْئًا حَتَّى يَتَكَامَل صَلَاح جَمِيع هَذِهِ الثَّمَرَة لِئَلَّا تَقَع الْمُنَازَعَة اِنْتَهَى.
‏ ‏( فَإِمَّا لَا ) ‏ ‏: بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَأَصْله فَإِنْ لَا تَتْرُكُوا هَذِهِ الْمُبَايَعَة فَزِيدَتْ مَا لِلتَّوْكِيدِ وَأُدْغِمَتْ النُّون فِي الْمِيم وَحُذِفَ الْفِعْل.
‏ ‏وَقَالَ الْجَوَالِيقِيّ : الْعَوَامّ يَفْتَحُونَ الْأَلِف وَالصَّوَاب كَسْرهَا وَأَصْله أَنْ لَا يَكُون كَذَلِكَ الْأَمْر فَافْعَلْ هَذَا وَمَا زَائِدَة.
‏ ‏وَعَنْ سِيبَوَيْهِ اِفْعَلْ هَذَا إِنْ كُنْت لَا تَفْعَل غَيْره لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا لِكَثْرَةِ اِسْتِعْمَالهمْ إِيَّاهُ.
‏ ‏وَقَالَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ : دَخَلْت مَا صِلَة كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { فَإِمَّا تَرَيَنِّ مِنْ الْبَشَر أَحَدًا } فَاكْتَفَى بِلَا مِنْ الْفِعْل كَمَا تَقُول الْعَرَب مَنْ سَلَّمَ عَلَيْك فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَمَنْ لَا يَعْنِي وَمَنْ لَا يُسَلِّم عَلَيْك فَلَا تُسَلِّم عَلَيْهِ , فَاكْتَفَى بِلَا مِنْ الْفِعْل.
قَالَهُ الْعَيْنِيّ فِي شَرْح الْبُخَارِيّ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا.


حديث كالمشورة يشير بها فإما لا فلا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها لكثرة خصومتهم واختلافهم

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏قَالَ سَأَلْتُ ‏ ‏أَبَا الزِّنَادِ ‏ ‏عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهُ وَمَا ذُكِرَ فِي ذَلِكَ ‏ ‏فَقَالَ كَانَ ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا فَإِذَا ‏ ‏جَدَّ ‏ ‏النَّاسُ وَحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ قَالَ ‏ ‏الْمُبْتَاعُ ‏ ‏قَدْ أَصَابَ الثَّمَرَ ‏ ‏الدُّمَانُ ‏ ‏وَأَصَابَهُ ‏ ‏قُشَامٌ ‏ ‏وَأَصَابَهُ ‏ ‏مُرَاضٌ ‏ ‏عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا فَلَمَّا كَثُرَتْ خُصُومَتُهُمْ عِنْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏كَالْمَشُورَةِ يُشِيرُ بِهَا فَإِمَّا لَا ‏ ‏فَلَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه

عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، ولا يباع إلا بالدينار أو بالدرهم إلا العرايا»

نهى عن بيع السنين ووضع الجوائح

عن جابر بن عبد الله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنين، ووضع الجوائح»، قال أبو داود: «لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الثلث شيء، وه...

نهى عن المعاومة

عن جابر بن عبد الله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المعاومة» وقال: أحدهما: بيع السنين

نهى عن بيع الغرر

عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر» زاد عثمان والحصاة

نهى عن بيعتين وعن لبستين

عن أبي سعيد الخدري: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين، وعن لبستين، أما البيعتان: فالملامسة والمنابذة، وأما اللبستان: فاشتمال الصماء وأن يحتب...

نهى عن بيع حبل الحبلة

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة "(1) 3381- عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال: «وحبل الحب...

نهى عن بيع المضطر وبيع الغرر وبيع الثمرة قبل أن تد...

قال ابن عيسى: هكذا حدثنا هشيم - قال: سيأتي على الناس زمان عضوض يعض الموسر على ما في يديه، ولم يؤمر بذلك، قال الله تعالى {ولا تنسوا الفضل بينكم} [البقر...

إن الله يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صا...

عن أبي هريرة، رفعه قال: " إن الله يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما "

دعا له بالبركة في بيعه كان لو اشترى ترابا لربح فيه

عن عروة يعني ابن أبي الجعد البارقي، قال: «أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا يشتري به أضحية، أو شاة فاشترى شاتين فباع إحداهما بدينار فأتاه بشاة ودي...