3336- عن سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي، بزا من هجر فأتينا به مكة فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فساومنا بسراويل، فبعناه، وثم رجل يزن بالأجر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زن وأرجح»(1) 3337- عن أبي صفوان بن عميرة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر، بهذا الحديث، ولم يذكر يزن بأجر، قال أبو داود: رواه قيس كما قال سفيان، " والقول قول: سفيان "(2) 3338- حدثنا ابن أبي رزمة، سمعت أبي، يقول: قال: رجل لشعبة، خالفك سفيان، قال: دمغتني وبلغني عن يحيى بن معين، قال: كل من خالف سفيان، فالقول: قول سفيان "(3) 3339- عن شعبة، قال: «كان سفيان أحفظ مني»(4)
(١) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (٢٢٢٠) و (٣٥٧٩)، والترمذي (١٣٥٣)، والنسائي (٤٥٩٢) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث سويد حديث حسن صحيح.
وأهل العلم يستحبون الرجحان في الوزن.
ورواية ابن ماجه الثانية مختصرة بلفظ: أتانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فساومنا سراويل.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٠٩٨).
وانظر ما بعده.
قال الخطابي: قوله: "زن وأرجح" فيه دليل على جواز هبة المشاع، وذلك أن مقدار الرجحان هبة منه للبائع، وهو غير متميز من جملة الثمن.
وفيه دليل على جواز أخذ الأجرة على الوزن والكيل، وفي معناهما أجرة القسام والحاسب، وكان سعيد بن المسيب ينهى عن أجرة القسام وكرهها أحمد بن حنبل.
قال الشيخ: وفي مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره إياه به كالدليل على أن وزن الثمن على المشتري، فإذا كان الوزن عليه، لأن الإبقاء يلزمه، فقد دل على أن أجرة الوازن عليه، فإذا كان على المشتري فقياسه في السلعة المبيعة أن تكون على البائع.
(٢)حديث حسن، وهذا إسناد خالف فيه شعبة -وهو ابن الحجاج- سفيان الثوري في الإسناد السابق، حيث رواه شعبة عن سماك بن حرب، عن أبي صفوان بن عميرة، وقول سفيان مقدم على قول شعبة فيما قاله شعبة نفسه كلما في الروايتين الآتيتين.
وأخرجه ابن ماجه (٢٢٢١)، والنسائي (٤٥٩٣) من طريق شعبة، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٠٩٩).
وانظر ما قبله.
(٣)رجاله ثقات.
ابن أبي رزمة: هو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
(٤)رجاله ثقات.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَمَخْرَفَة ) بِالْفَاءِ , وَفِي بَعْض النُّسَخ مَخْرَمَة بِالْمِيمِ مَكَان الْفَاء.
قَالَ الْقَارِيّ : بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة فَرَاء ثُمَّ فَاء , وَيُقَال بِالْمِيمِ , وَالصَّحِيح الْأَوَّل كَذَا فِي الِاسْتِيعَاب اِنْتَهَى ( بَزًّا ) بِتَشْدِيدِ الزَّاي أَيْ ثِيَابًا ( مِنْ هَجَرَ ) بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِع قَرِيب مِنْ الْمَدِينَة وَهُوَ مَعْرُوف.
وَفِي الْمُغْرِب الْبَزّ ضَرْب مِنْ الثِّيَاب ( فَأَتَيْنَا بِهِ ) أَيْ بِذَلِكَ الْبَزّ الْمَجْلُوب ( مَكَّة ) أَيْ إِلَيْهَا ( يَمْشِي ) حَال أَيْ جَاءَنَا مَاشِيًا ( وَثَمَّ ) بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَة أَيْ هُنَاكَ ( يَزِن ) أَيْ الثَّمَن ( بِالْأَجْرِ ) أَيْ الْأُجْرَة ( فَقَالَ لَهُ ) أَيْ لِلرَّجُلِ ( زِنْ ) بِكَسْرِ الزَّاي أَيْ تَمِّنْهُ ( وَأَرْجِحْ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر الْجِيم وَفِي الْقَامُوس : رَجَحَ الْمِيزَان يُرَجَّح مُثَلَّثَة رُجُوحًا وَرُجْحَانًا قَالَ , وَأَرْجِحْ لَهُ وَرَجَحَ أَعْطَاهُ رَاجِحًا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى الْوَزْن وَالْكَيْل , وَفِي مَعْنَاهُمَا أُجْرَة الْقَسَّام وَالْحَاسِب , وَكَانَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب يَنْهَى عَنْ أُجْرَة الْقَسَّام وَكَرِهَهَا أَحْمَد بْن حَنْبَل , فَكَانَ فِي مُخَاطَبَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْره إِيَّاهُ بِهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ وَزْن الثَّمَن عَلَى الْمُشْتَرِي , وَإِذَا كَانَ الْوَزْن عَلَيْهِ , لِأَنَّ الْإِيفَاء يَلْزَمهُ فَقَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ أُجْرَة الْوَزَّان عَلَيْهِ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ عَلَى الْمُشْتَرِي فَقِيَاسه فِي السِّلْعَة الْمَبِيعَة أَنْ يَكُون عَلَى الْبَائِع اِنْتَهَى.
قَالَ السُّيُوطِيُّ : ذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِشْتَرَى السَّرَاوِيل وَلَمْ يَلْبَسهَا.
وَفِي الْهَدْي لِابْنِ الْقَيِّم الْجَوْزِيّ أَنَّهُ لَبِسَهَا فَقِيلَ إِنَّهُ سَبْق قَلَم , لَكِنْ فِي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى وَالْمُعْجَم الْأَوْسَط لِلطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ ضَعِيف عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : " دَخَلْت يَوْمًا السُّوق مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَلَسَ إِلَى الْبَزَّازِينَ فَاشْتَرَى سَرَاوِيل بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِم , قُلْت يَا رَسُول اللَّه وَإِنَّك لَتَلْبَس السَّرَاوِيل , فَقَالَ أَجَل فِي السَّفَر وَالْحَضَر وَاللَّيْل وَالنَّهَار فَإِنِّي أُمِرْت بِالسَّتْرِ فَلَمْ أَجِد شَيْئًا أَسْتَر مِنْهُ " كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن صَحِيح.
هَذَا آخِر كَلَامه وَمَخْرَفَة هَذَا بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبَعْدهَا رَاء مُهْمَلَة وَفَاء وَتَاء تَأْنِيث.
( الْمَعْنَى قَرِيب ) أَيْ رِوَايَتهمَا مُتَقَارِبَتَانِ فِي الْمَعْنَى ( بِهَذَا الْحَدِيث ) أَيْ السَّابِق وَلَفْظ النَّسَائِيّ أَخْبَرْنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّد بْن بَشَّار عَنْ مُحَمَّد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب قَالَ سَمِعْت أَبَا صَفْوَان قَالَ : " بِعْت مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَاوِيل قَبْل الْهِجْرَة فَأَرْجَحَ لِي " ( وَلَمْ يَذْكُر يَزِن بِأَجْرٍ ) أَيْ لَمْ يَذْكُر شُعْبَة فِي رِوَايَته هَذَا اللَّفْظ.
( وَالْقَوْل قَوْل سُفْيَان ) أَيْ الْقَوْل الْأَصَحّ وَالْأَوْثَق هُوَ قَوْل سُفْيَان.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَن الْكُبْرَى بَعْدَمَا ذَكَرَ حَدِيث سُفْيَان وَكَذَا رَوَاهُ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ سِمَاك وَخَالَفَهُمَا شُعْبَة , ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقه عَنْ سِمَاك سَمِعْت أَبَا صَفْوَان مَالِك بْن عُمَيْرَةَ الْحَدِيث , ثُمَّ ذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ أَنَّهُ قَالَ الْقَوْل قَوْل سُفْيَان , لَكِنْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك مِنْ طَرِيق شُعْبَة عَنْ سِمَاك سَمِعْت أَبَا صَفْوَان يَقُول سَمِعْت مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيث , ثُمَّ قَالَ الْحَاكِم أَبُو صَفْوَان كُنْيَته سُوَيْد بْن قَيْس هُمَا وَاحِد صَحَابِيّ مِنْ الْأَنْصَار.
وَالْحَدِيث صَحِيح عَلَى شَرْط مُسْلِم اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَوَقَعَ فِي حَدِيث النَّسَائِيِّ وَابْن مَاجَهْ سَمِعْت مَالِكًا أَبَا صَفْوَان , وَقَالَ النَّسَائِيُّ حَدِيث سُفْيَان أَشْبَهَ بِالصَّوَابِ يَعْنِي الْحَدِيث الْأَوَّل الَّذِي فِيهِ سُوَيْد بْن قَيْس وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالْقَوْل قَوْل سُفْيَان وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمَد الْكَرَابِيسِيّ أَبُو صَفْوَان مَالِك بْن عُمَيْرَةَ , وَيُقَال سُوَيْد بْن قَيْس بَاعَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْجَحَ لَهُ.
وَقَالَ أَبُو عُمَر النَّمِرِيّ : أَبُو صَفْوَان مَالِك بْن عُمَيْرَةَ وَيُقَال سُوَيْد بْن قَيْس وَذَكَرَ لَهُ هَذَا الْحَدِيث , وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ عِنْدهمَا رَجُل وَاحِد كُنْيَته أَبُو صَفْوَان , وَاخْتُلِفَ فِي اِسْمه وَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَم.
( دَمَغْتنِي ) دَمَغَهُ كَمَنَعَهُ وَنَصَرَهُ أَيْ شَجَّهُ حَتَّى بَلَغَتْ الشَّجَّة الدِّمَاغ.
كَذَا فِي الْقَامُوس.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَفَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ فَأَتَيْنَا بِهِ مَكَّةَ فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ فَبِعْنَاهُ وَثَمَّ رَجُلٌ يَزِنُ بِالْأَجْرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِنْ وَأَرْجِحْ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْنَى قَرِيبٌ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِي صَفْوَانَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ يَزِنُ بِأَجْرٍ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ قَيْسٌ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ وَالْقَوْلُ قَوْلُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ قَالَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ خَالَفَكَ سُفْيَانَ قَالَ دَمَغْتَنِي وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ سُفْيَانَ فَالْقَوْلُ قَوْلُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ كَانَ سُفْيَانُ أَحْفَظَ مِنِّي
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة»، قال أبو داود: وكذا رواه الفريابي، وأبو أحمد، عن س...
عن سمرة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هاهنا أحد، من بني فلان؟» فلم يجبه أحد، ثم قال: «هاهنا أحد من بني فلان؟» فلم يجبه أحد، ثم قال:...
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، يقول: عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي ن...
عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي على رجل مات وعليه دين، فأتي بميت، فقال: «أعليه دين؟» قالوا: نعم، ديناران، قال: «صلوا على صاحبكم...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع»
عن أبي رافع، قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا، فجاءته إبل من الصدقة، فأمرني أن أقضي الرجل بكره، فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباع...
عن جابر بن عبد الله، قال: «كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني»
عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالورق ربا، إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا، إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء...
عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الذهب بالذهب تبرها وعينها، والفضة بالفضة تبرها وعينها، والبر بالبر مدي بمدي، والشعير بالشعير...